اعتبر منظمو الدورة الـ16 للمهرجان الدولي لفيلم المرأة بسلا، الذي تم افتتاح فعاليته أمس الاثنين، أن هذه التظاهرة الفنية الكبرى “تجسد الحلم السينمائي بصيغة المؤنث “، وتعد وسيلة للترافع على القضايا النسائية.
ويشكل هذا المهرجان، الذي تنظمه جمعية أبي رقراق من 13 إلى 18 نونبر الجاري، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، فرصة للتداول في شؤون هذا الفن من قبل سينمائيات من مختلف المشارب العربية والإفريقية والدولية، وكذا تبادل الخبرات والتجارب، ومناقشة شؤون المرأة من خلال الإبداع في صناعة الأفلام.
وفي كلمة بالمناسبة، قال رئيس جمعية أبي رقراق ورئيس المهرجان الدولي لفيلم المرأة، نور الدين اشماعو، إن هذه التظاهرة تؤكد ” انفتاح مدينة سلا على آفاق التحديث والأدوار الطلائعية التي تضطلع بها السينما في ترسيخ قيم التسامح وحوار الحضارات والتقارب بين الشعوب “.
وأضاف أن هذه المهرجان “استلهم تيماته، منذ دورته الأولى، من المكتسبات التي حققتها المرأة المغربية”.
من جانبه، أكد رئيس مجلس جهة الرباط سلا القنيطرة، رشيد العبدي، في كلمة مماثلة، أن المهرجان حقق إشعاعا ثقافيا وفنيا للجهة داخل المغرب وخارجه، لافتا إلى أن هذا الإشعاع “يسهم في جعل الجهة فضاء للتلاقي والانفتاح على كل الثقافات “.
وذكر بالأهمية التي يضطلع بها الفن في المجتمعات، باعتباره نافذة لتقديم قضايا المرأة، “يعلو من خلالها صوت النساء كصانعات للأفلام إنتاجا وإخراجا وكتابة وتمثيلا وتدبيرا ونقدا “.
بدوره، اعتبر رئيس الجماعة الحضرية لسلا، عمر السنتيسي، أن تنظيم هذه التظاهرة يعد حافزا على خلق دينامية فنية ثقافية بالمدينة وانفتاحها على ثقافات أخرى بغية ملامسة التجارب التي تحملها الأعمال الفنية للدول الأخرى.
من جهتها قالت سفيرة جمهورية المكسيك بالمغرب، مابيل كوميز أولفر، إن السينما المكسيكية، ضيف شرف الدورة الحالية، تعتبر “مرجعية في مجال السينما في أمريكا اللاتينية والعالم”، ليس من ناحية الصناعة فحسب، بل من ناحية القضايا التي تعالجها كذلك.
واعتبرت السيدة أولفر، أن الاحتفاء بالسينما المكسيكية في هذه الدورة يشكل دعوة لتعارف أكبر بين المغرب والمكسيك، وفرصة لتطوير الروابط بين البلدين، وتبادل الأفكار بين جميع المشاركين حول التحديات وقضايا المرأة، وتبادل الخبرات في المجال.
وتميز حفل الافتتاح بتكريم شخصيات نسائية بارزة في عالم السينما، من قبيل المخرجة والسيناريست المكسيكية ماريا نوفارو، والممثلة الألمانية ناستازيا كينسكي، والممثلة المغربية نعيمة إلياس، حيث تم تتويجهن بدرع المهرجان تكريما لبصمتهن النسائية المميزة في السينما.
كما شهد الحفل تقديم لجان التحكيم الخاصة بمسابقة الجمهور الشبابي برئاسة الممثلة المغربية فاطمة الزهراء الجوهري، ولجنة مسابقة الفيلم الوثائقي برئاسة الباحثة في السينما والأستاذة الجامعية إنصاف وهيبة من تونس، وكذا لجنة تحكيم مسابقة الفيلم الروائي الطويل برئاسة الممثلة الألمانية ناستازيا كينسكي.
وعلاوة على ذلك، تميز الحفل بالعرض ما قبل الأول للفيلم المغربي القصير “الموارد البشرية” للمخرجة دانية عاشور.
وتنظم جمعية أبي رقراق هذا المهرجان، الذي افتتح بحضور ثلة من السينمائيين والنقاد والشخصيات المرموقة في الساحة الفنية، بشراكة مع جهة الرباط سلا القنيطرة، ومجلس عمالة سلا، وجماعة سلا، والمركز السينمائي المغربي.