كما أن الاجراءات المعلن عنها في العاصمة الجزائر لمواجهة الوضع الصحي في جنوب البلاد تؤشر على أن انتشار الملاريا والديفتيريا وصل إلى حدود تطلبت تزويد المنطقة جوا وبشكل استثنائي بكميات من الأدوية وعدد من الأطقم الطبية وإرسال خبراء لتقييم الوضع والحاجيات.
وفي الوقت الذي تنفي فيه السلطات الصحية في الجزائر المعطيات التي تقدمها حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي فإنها تمتنع في المقابل عن تقديم معطيات مرقمة ودقيقة عن تطور الوضع الصحي في المناطق المتضررة.
وظلت الأٍرقام الرسمية المتوفرة حتى الآن هي تلك التي قدمها كمال الصنهاجي رئيس الوكالة الجزائرية للأمن الصحي في تصريحات للإذاعة الجزائرية، وتناقلتها عدد من الصحف المحلية. فقد أكد المسؤول الجزائري حسب صحيفة ” لوكوتيديان دوران” ( يومية وهران)، أنه تم تسجيل 421 حالة إصابة بالملاريا منذ نهاية غشت الماضي أغلبها بولاية عين قزام.
وأضاف أن ولاية تمنراست تسجل إصابة إلى إصابتين بالديفتيريا يوميا موضحا أن مشكل التكفل بمرضى الملاريا والديفتيريا يطرح بالخصوص في الولايات الأكثر بعدا والتي لا تتوفر حتى الآن على بنيات استشفائية كبيرة مؤكدا أن بعض البنيات الصحية المتوفرة في هذه المناطق تعمل بطاقتها القصوى بفعل حجم التوافد عليها.
يذكر أن منظمة الصحة العالمية أعلنت رسميا خلو الجزائر من الملاريا سنة 2019 ، وهي شهادة تمنح عندما يثبت البلد المعني أنه أوقف انتقال المرض فيه على الصعيد المحلي لمدة لا تقل عن 3 سنوات متتالية.
وتشير تقديرات المنظمة العالمية إلى حدوث 229 مليون حالة إصابة بالملاريا و409 ألف حالة وفاة ناجمة عنها في عام 2019 . ويتحمل الإقليم الأفريقي التابع للمنظمة نصيبا مرتفعا بشكل غير متناسب من العبء العالمي للملاريا. وفي عام 2019، كان الإقليم يمثل 94٪ من حالات الإصابة بالملاريا والوفيات الناجمة عنها.
ويعد الأطفال دون سن الخامسة أكثر الفئات عرضة للإصابة بالملاريا؛ حيث كانت الوفيات في صفوفهم تمثل سنة 2019، حوالي ثلثيْ إجمالي عدد الوفيات الناجمة عن الملاريا في العالم