في حديث خص به وكالة المغرب العربي للأنباء، على هامش النسخة الثالثة لمنتدى “إفريقيا للتجارة والاستثمار”، أشاد رئيس الجمعية الاقتصادية الألمانية-الإفريقية (أفريكا فيرين)، كريستوف كانينجيسر، بالدور الريادي الذي يضطلع به المغرب في القارة السمراء، وبالشراكات “بالغة الأهمية” التي تعتزم المقاولات الألمانية إبرامها مع المملكة، مؤكدا أن المغرب يعد منصة استراتيجية بين إفريقيا وأوروبا.
وعقدت النسخة الثالثة من منتدى “إفريقيا للتجارة والاستثمار” في فرانكفورت يومي 6 و7 نونبر، بمشاركة المغرب الذي كان ممثلا بوزير التجارة والصناعة، رياض مزور، بمبادرة من (أفريكا فيرين)، التي تهدف إلى ربط الفاعلين الاقتصاديين الألمان بنظرائهم الأفارقة وتعزيز العلاقات الاقتصادية بين ألمانيا وإفريقيا.
1- أبدى الفاعلون الاقتصاديون الألمان اهتماما خاصا بالمغرب، كما تجسد ذلك في المناقشات التي دارت خلال هذين اليومين من المنتدى. ما هي المكانة التي يحتلها المغرب في أنشطة “أفريكا فيرين”؟
يُعد المغرب أحد أكبر المستثمرين في إفريقيا ومن أكثر الدول تطورا في القارة، ما يجعله شريكا مهما للغاية، خاصة بفضل توجهه الكبير نحو أوروبا.
ومع ذلك، نأسف لأن التبادلات الاقتصادية بين المغرب وألمانيا لم تصل بعد إلى إمكاناتها الحقيقية في ما يتعلق بالاستثمار الخارجي، ونرغب في تحسين هذه الوضعية.
لم تكن إفريقيا دائما في صلب اهتمامات الصناعة الألمانية، التي كانت تركز تاريخيا على مناطق مثل الصين وأوروبا الشرقية. لكن اليوم، السياق الجيوسياسي والاقتصادي يختلف تماما، مما يدفع شركاتنا إلى البحث عن شركاء وأسواق جديدة. وفي هذا السياق، توفر إفريقيا، وهي القارة الأقرب، إمكانات تكاملية وفرصا كبيرة.
2- كيف ترون إمكانات المغرب كبوابة لإفريقيا بالنسبة للشركات الألمانية، وما هي المبادرات التي تقوم بها “أفريكا فيرين” لتشجيعها على الاستثمار في المملكة؟
المغرب يمثل بوابة إفريقيا، وهذا يجذب اهتماما متزايدا من الشركات الألمانية. وعندما أزور المغرب، ألاحظ تقدير المغاربة للألمان وترحيبهم بهم، وهذا مكسب ينبغي استثماره.
عدد متزايد من الشركات الألمانية، خاصة الشركات الصغيرة والمتوسطة، يتجه للاستقرار في المغرب. ونعمل، بالتعاون مع الشركات الأعضاء في الجمعية، على تحفيز الاستثمارات الكبرى في المغرب، حيث يزخر هذا البلد بالعديد من الفرص في مجالات الطاقات المتجددة، والصناعة الكيماوية، والصناعات الغذائية، وصناعة السيارات، والبنيات التحتية، والمعدات الصناعية.
ومن المهم استراتيجيا الانخراط في الاستثمارات في المغرب لتوسيع الأسواق، وليس الاقتصار على تصدير المنتجات إلى الأسواق الإفريقية.
3- في نظركم، ما هو إطار الشراكة المثالي بين المغرب وألمانيا؟
يمكن لكل من المغرب وألمانيا الاستفادة من شراكة اقتصادية استراتيجية تشمل القطاعات الحكومية والقطاع الخاص. قد تتضمن هذه الشراكة مجالات عدة، مثل تنقل الكفاءات والقوى العاملة، وإنتاج الطاقة في المغرب لتغذية الشبكة الأوروبية.
كما أن استقرار الصناعات الألمانية في المغرب سيكون محورا مهما في الشراكة الاقتصادية الثنائية، حيث يوفر المغرب إمكانات للإنتاج النظيف والصديق للبيئة، ما يجعله وجهة جذابة لتنويع أنشطة الشركات الألمانية.
ما زال هناك الكثير مما يجب تحقيقه لصالح صناعتنا في المغرب، وأنا مقتنع بأن شركاتنا ستجد بيئة ملائمة للغاية في هذا البلد، حيث نجد أمثلة ناجحة من الشركات التي نجحت في الاندماج في النظام الاقتصادي والصناعي المغربي.
4- كيف ترون مستقبل العلاقات الاقتصادية بين المغرب وألمانيا على المدى القريب؟
يبدو أن الظروف أصبحت مواتية لتعزيز العلاقات بين المغرب والقطاع الصناعي الألماني. الظروف الحالية مهيأة لتعزيز وجود الصناعات الألمانية في مختلف القطاعات في المغرب.
تبحث الشركات الألمانية عن شركاء مستقرين ومنفتحين في المناطق ذات الأهمية. ويوفر المغرب العديد من المزايا لهذه الشركات التي ترغب في التوسع.
لهذا السبب، أنا متفائل جدا وأعتقد أن العقد القادم سيشهد تقوية للعلاقات الاقتصادية الثنائية، مما سيتيح لألمانيا أن تضطلع بدور مهم في المنظومة الاقتصادية المغربية.