المرابط: ارتفاع أسهم اليمين المتطرف يضيق على مغاربة الخارج ولا يزيدهم سوى تشبثا بوطنهم

كشف رأي المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي أن مغاربة العالم مرتبطون بقوة ببلدهم، مشيرا إلى وجود أربعة روابط أساسية في هذا الجانب تتمثل في روابط مهنية، وعائلية/شخصية، وأنشطة تضامنية واجتماعية، بالإضافة إلى الثقافة والترفيه.

وأوضح التقرير الصادر مؤخرا تحت عنوان: “تمتين الرابط الجيلي مع مغاربة العالم: الفرص والتحديات”، أن الوطنية وروح الإنتماء تندرج ضمن بواعث الرضا لدى مغاربة العالم، معربين عن اعتزازهم بعمق تاريخ المغرب، والحس الوطني.

وفي ذات السياق، قال ابراهيم المرابط، دكتور وباحث في قضايا الهجرة، إن مغاربة العالم متشبثون بشدة بوطنيتهم وانتمائهم لأرض الوطن،  فهم “معروفون اكثر من غيرهم بتشبثهم بثقافتهم الوطنية المغربية المتعددة الروافد، العربية، الأمازيغية، اليهودية… ومعروفون بأنهم أينما حلوا وارتحلوا في العالم إلا وينقلون معهم ثقافتهم وهويتهم المغربية العربية الإسلامية الأمازيغية، وهو ما يظهر جليا في الجيل الثالث والرابع من أبناء المهاجرين”.

وأكد المرابط، في تصريحه لجريدة “جهات” الإلكترونية، أن الوضعية الراهنة لمغاربة العالم حرجة بفعل ارتفاع أسهم اليمين المتطرف بأوروبا، والذي غذت شراسته الأزمة الاقتصادية الخانقة، والتي ترتب عنها تراجع “رفاهية العيش”، بحيث ينظر للمهاجرين ومن ضمنهم المغاربة على أنهم يزاحمون “الأوروبيين” في الخدمات التي تقدمها الدولة ويرهقون كاهلها، مشيرا إلى أن هذا التيار يعتبر أن المهاجرين يخدمون أوطانهم الأم، متناسيا ومحاولا تجاهل اسهاماتهم المهمة داخل بلدان الإقامة.

ويضيف الباحث في قضايا الهجرة أن اليمين المتطرف أصبح يمارس تضييقا على الجالية بشكل عام ومن ضمنهم الجالية المغربية، بخطاباته العنصرية المنتصرة للمركزية الأوروبية، ويتجاهل الاساءات والهجمات العنصرية التي تتعرض لها هذه الفئة، وخير مثال على ذلك ما حدث للاعبي المنتخب الفرنسي المنحدرين من أصول إفريقية بعد فشلهما في ضربتي جزاء خلال نهائي مونديال قطر، حيث جردتهم وسائل الإعلام من هويتهم الفرنسية وعادت لتشير إليهم باسم بلدانهم الأصلية.

وفي سياق موازي، لفت المرابط الانتباه إلى أن ما حدث في مونديال قطر، وما حققه المغرب كرويا وكذلك في جانب إظهار الثقافة والهوية المغربية ومدى تشبث المغاربة بها، وعلى رأسهم مغاربة الخارج واللاعبين الذين تم تنشئنهم بالأراضي الأوروبية واختاروا تمثيل وطنهم الأم، سيؤدي إلى تأجيج العنصرية من قبل اليمين المتطرف.

وقال المرابط: “رأينا كيف أن المنتخب المغربي أقصى المنتخب الإسباني والمنتخب البرتغالي وأيضا المنتخب البلجيكي، وهذه الدول كلها هي دول استقطبت المهاجرين المغاربة والمهاجرين من شمال إفريقيا بشكل كبير، هذا الأمر أتوقع أن يتم استغلاله من قبل اليمين المتطرف ضد هؤلاء المهاجرين والأجانب بشكل كبير”، مضيفا “لقد ظهر شيء من هذا أثناء احتفالات المغاربة بهذه البلدان، ورأيناه أيضا في وسائل الإعلام الغربية، خصوصا الإعلام المتطرف، ورأينا كيف يؤجج هذا الصراع ويدعو إلى طرد المهاجرين”.

إن الإعلام الغربي واليمين المتطرف يتناسى اسهامات المهاجرين خاصة المغاربة في تعمير أوروبا ما بعد الحرب، وينسى أن الدول الأوروبية وخاصة فرنسا كانت المشجع الأول على استقطاب المهاجرين، فهؤلاء “هم الذين بنوا أوروبا إلى جانب غيرهم من المهاجرين المنحدرين من الدول النامية، وقبلها شاركوا في الحروب سواء ضد ألمانيا و إيطاليا، في الحرب العالمية الأولى و كذا الثانية، وبعد الحرب العالمية الثانية بالخصوص، أغلب الرجال تعرضوا للقتل والإصابات، وبالتالي كان هناك فراغ كبير من حيث اليد العاملة. هؤلاء المهاجرين ملؤوا هذا الفراغ وقاموا بتعمير أوروبا، وهذا بشهادة الغرب انفسهم، ولا يمكن لنا أن ننكر أدوارهم الطلائعية التي قاموا بها، فلولا المهاجرين ما انتصرت فرنسا ودول الحلفاء في حربهم العالمية الثانية، ولولاهم ما تم تعمير أوروبا وخصوصا فرنسا”، وفق ذات المتحدث.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.