القضاء يلغي حكما بتعويض “متضررة” من لقاح كورونا

ألغت محكمة الاستئناف الإدارية حكما قضائيا ابتدائيا، سبق للمحكمة الإدارية بالمدينة ذاتها أن أصدرته لفائدة مواطنة مغربية في قضية تتعلق بمضاعفات اللقاح المضاد لفيروس كورونا أنتجته شركة “أسترازينيكا” يقضي بأداء الدولة المغربية في شخص وزارة الصحة تعويضا بـ250 ألف دهم لفائدة المدعية.

وكانت إدارية الرباط، قد حكمت في ماي الماضي، بتعويض الدولة المغربية، ممثلة في وزارة الصحة، لمتضررة من لقاح أسترازينيكا بمبلغ 25 مليون سنتيم، وذلك بسبب الأضرار الصحية التي لحقتها جراء التلقيح.

وجاء الحكم الابتدائي الصادر في فبراير الماضي عن الغرفة الابتدائية بالمحكمة الإدارية بالرباط، بعد أن قامت المحكمة بخبرة ثنائية قبل أن تنطق بالحكم لصالح المدعية، التي سبق أن صرحت في دعوى قضائية للمحكمة في يونيو 2022 بإصابتها بشلل في أطراف جسدها السفلى وعلى مستوى وجهها بعد تلقيها لقاح أسترازينيكا.

واستندت المحكمة في حكمها على “ثبوت العلاقة السببية بين أخذ جرعة التلقيح والضرر الحاصل لها والموصوف في تقرير الخبرة، والمتمثل في إصابتها بمتلازمة Guillain-Barré وفقدان عضلة الوجه لقوتها وحدوث توتر واكتئاب نتيجة هذه الحالة النفسية، وفقدان قوة عضلة الجانب الأيسر من الوجه واضطراب في النوم وصداع الرأس، وعجز كلي مؤقت (432 يوما) ونسبة عجز جزئي دائم في حدود 15 في المائة، إضافة إلى وهن جسدي”.

كما اعتمدت المحكمة على قاعدة “يقع على الدولة حماية المواطنين من الأضرار الناتجة عن مخاطر التلقيح ضد فيروس كورونا، كونها القائمة على منح التأشيرات والرخص والموافقات لهذه اللقاحات واعتبارا لدعوتها لهم بصفة ملحة إلى أخذ جرعاتهم من التطعيمات”.

كما استندت لقاعدة أن “مسؤولية الدولة عن ذلك تندرج في إطار المسؤولية عن المخاطر، والتي يكفي لقيامها ثبوت الضرر والعلاقة السببية دون الاعتداد بركن الخطأ”، وكون “الاحتجاج بكون إجراءات التلقيح اتخذت في ظل ظروف استثنائية –لا- لتأكيد قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 57.150 على مسؤولية الدول المتضررة من الكوارث الطبيعية بالاعتناء بضحايا هذه الكوارث وغيرها من الطوارئ التي تقع في إقليمها”.

وتم تسجيل القضية بالمحكمة الإدارية في يونيو 2022، واستغرق إصدار الحكم حوالي السنتين قبل إنصاف الضحية المدعية ويتعلق الأمر بدكتورة باحثة بجامعة ابن طفيل، أصيبت بشلل في الوجه والأطراف السفلية بعد تلقي لقاح أسترازينيكا.

وحسب نص الحكم، فقد تبين للمحكمة أن السيدة، التي تلقت الجرعة الأولى من اللقاح سنة 2021، وبناء على نتائج تقارير الخبرة الطبية والوثائق التي أدلت بها، أنها أصيبت بمتلازمة Guillain-Barré بسبب التلقيح ضد كورونا بعد تشخيص حالتها كلينيكيا وأخد عينة من ماء النخاع الشوكي، وبعد إخضاعها للتخطيط الكهربائي للعضلات، وبعد فحصها سريريا وبعد دراسة دقيقة في البحوث العلمية التي ظهرت بعد فيروس كورونا.

وأضاف المصدر ذاته أن “الإدارة التي تشتغل لديها المعنية كانت قد أعفتها من التلقيح بعد أخذها الجرعة الأولى، بمقتضى شهادة إعفاء مؤرخة سنة 2021، وذلك بعد فحص ملفها الطبي من طرف لجنة إقليمية بالرباط ضمت طبيبا مختصا في الإنعاش وطبيبا مختصا في أمراض الرئة وطبيب رئيس اللجنة”.

جدير بالذكر أن صحيفة “تيليغراف” البريطانية أكدت أن شركة أسترازينيكا البريطانية- السويدية شرعت في سحب لقاحها أكسفورد-أسترازينيكا، الذي طورته بشراكة مع جامعة أوكسفورد، لمحاربة فيروس كوفيد- 19 في جميع أنحاء العالم، بعد أشهر من اعتراف شركة الأدوية العملاقة لأول مرة في وثائق المحكمة بأن لقاحها يمكن أن يسبب آثارا جانبية نادرة وخطيرة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.