أكد سفير المغرب ببلجيكا والدوقية الكبرى للوكسمبورغ، محمد عامر، أمس الثلاثاء بمدينة لييج البلجيكية، أن العلاقات القائمة بين المغرب وبلجيكا تشهد نقلة نوعية على جميع المستويات، بفضل كثافة التبادلات الثقافية والبشرية والإرادة السياسية القوية حيال الارتقاء بها إلى مستويات أرفع.
وقدم السيد عامر في مداخلة ألقاها خلال ندوة نظمت برحاب المؤسسة الأدبية للييج، حول موضوع “المغرب-بلجيكا.. شراكة في كامل ازدهارها”، لمحة مقتضبة حول التاريخ والمحطات البارزة للعلاقات المتينة القائمة بين المغرب وبلجيكا، والتي ما فتئت تتعزز بفضل التبادلات الثقافية والبشرية الكثيفة والإرادة القوية لمسؤولي كلا البلدين حيال الارتقاء بها إلى مستويات أرفع.
وأشار السفير إلى وجود نقاط تشابه عديدة بين البلدين، منها على الخصوص، كون المغرب وبلجيكا يشكلان ملتقى طرق ثقافي، بشري واقتصادي، وبلدين يختزنان فسيفساء ثقافية متعددة وغنية، إلى جانب طبيعة نظام الحكم الملكي الدستوري ونهج البلدين لدبلوماسية معتدلة ومتوازنة.
من جهة أخرى، استعرض السيد عامر مختلف الإمكانات التي تزخر بها المملكة، والتي يشكل الاستقرار السياسي والمؤسساتي قاعدتها الأساسية، موضحا أن هذا المعطى الرئيسي يوفر ضمانات حقيقية للمستثمرين الأجانب ويحفزهم على إحداث مشاريعهم في المغرب.
وأوضح في هذا الصدد، أن المغرب أضحى منصة حقيقية لولوج العديد من الأسواق العالمية الواعدة، لاسيما بفضل اتفاقيات التجارة الحرة المبرمة مع عدة دول وتكتلات عبر العالم.
وبحسبه، فإن ما أنجزه المغرب في إفريقيا على مدى 20 عاما الأخيرة مثير للإعجاب على مختلف الأصعدة، فقد أضحت المملكة أول مستثمر إفريقي في غرب إفريقيا والثاني في القارة، لافتا إلى أن الحضور المغربي في إفريقيا ومعرفة المملكة القوية بهذه القارة والخبرة التي تتوفر عليها، كلها عناصر تحفز انبثاق شراكة ثلاثية فعالة بين أوروبا والمغرب وإفريقيا.
من جهته، قال رئيس جمعية “أصدقاء المغرب”، فرانسيس ديلبيري، في مداخلة بهذه المناسبة، إن المغرب الذي يكن له حبا كبيرا، يتجاوز كونه مغرب المواقع السياحية الأخاذة والشواطئ الساحرة والمناظر الخلابة، بل هو مغرب التنمية السوسيو-اقتصادية والنهضة الثقافية.
وأبرز السيد ديلبيري المساهمة النوعية للجالية المغربية في التقدم الذي تشهده بلجيكا والتنوع الثقافي الكبير الذي يساهم أفرادها في تعزيزه بهذا البلد، مشيدا بالصلات الوثيقة التي تجمع مغاربة بلجيكا من مختلف الأجيال ببلدهم الأم، المغرب.
وأكد أن المغرب الذي يشهد طفرة اقتصادية واجتماعية نوعية، ويشكل حلقة وصل أساسية بين القارتين الأوروبية والإفريقية، يمنح المقاولات البلجيكية إمكانيات هامة لتطوير أدائها وإبرام الشراكات في مختلف المجالات.
وتميزت هذه الندوة التي عرفت مشاركة نخبة من الدبلوماسيين والفاعلين السياسيين والاقتصاديين البلجيكيين، بعدة مداخلات أبرزت الإمكانات النوعية التي يتوفر عليها المغرب والضمانات الحقيقية التي يمنحها من أجل تنمية الاستثمارات والمبادلات التجارية بين البلدين.