رفع الستار مساء أمس الخميس بالصويرة، على فعاليات النسخة الثامنة من مهرجان الحضرة النسائية وموسيقى الحال المقامة تحت شعار “حضور المرأة في التصوف”.
وتشكل هذه التظاهرة المنظمة على مدى ثلاثة أيام من قبل جمعية “الحضارات الصويريات” بدعم على الخصوص، من مجلس جهة مراكش آسفي، والمديرية الإقليمية للثقافة، والمجلس الجماعي للصويرة، وعمالة الإقليم، وشركاء آخرين، واجهة حقيقية لتثمين الموسيقى التقليدية وخاصة النسائية.
وعلاوة على دوره في إبراز الحضور النسائي في مجالات الفنون والثقافة والموسيقى الصوفية، يسعى المهرجان سنويا إلى المساهمة في دينامية وتنشيط الساحة الثقافية والفنية بمدينة الرياح، وتعزيز إشعاع مدينة الصويرة باعتبارها ملتقى ووجهة ثقافية وفنية بامتياز.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أبرزت رئيسة جمعية “الحضارات الصويريات”، لطيفة بومازوغ، أن هذه الدورة تعرف مشاركة فرق تمثل مختلف جهات المملكة، مشيرة إلى أن المهرجان يسير في المسار الصحيح وبدأ يكبر مع توالي الدورات بفضل دعم الشركاء.
ودعت إلى تقديم المزيد من الدعم لهذه التظاهرة الفريدة من نوعها على المستوى الوطني، وذلك بالنظر لدورها المتميز في الحفاظ على هذا التراث العريق.
من جهته، قال المدير الإقليمي للثقافة بالصويرة، عبد الرحيم عريس، في كلمة خلال حفل الافتتاح، إن هذه التظاهرة تشكل احتفالا بهذا الفن العريق والأصيل، مؤكدا على الدور الهام لهذا المهرجان في صيانة الفنون التقليدية ونقلها إلى الأجيال الصاعدة.
من جانبه، أبرز المدير العام لشركة التنمية المحلية “الصويرة ثقافة فنون وتراث”، عبد الرحيم مطيع، أن هذا الموعد السنوي يعتبر مناسبة لإعادة الاعتبار لتراث ثقافي أصيل، مشيرا إلى أن مدينة الصويرة كانت دائما رائدة من خلال تعبئة الفاعلين بها وبفضل إرثها الغني والعريق، مما يدل على أن “الثقافة العالمية لا يمكن تحقيقها إلا من خلال صيانة تراثنا، وجذورنا وهويتنا”.
وفي أعقاب حفل الافتتاح تم تنظيم أمسية موسيقية تخللتها مجموعة من العروض الموسيقية والغنائية أدتها “الحضارات الصويريات” قبل أن تصعد للمنصة الفنانة المتألقة ماجدة اليحياوي.
وأتحفت الفنانة المرموقة رفقة أوركسترا “أصالة” لفن الملحون بمكناس، الجمهور الحاضر بباقة من الأغاني من الريبرتوار الغني لفني الملحون وعيساوة.
وعبرت ماجدة اليحياوي في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، عن سعادتها بالتواجد من جديد بمدينة الصويرة ملتقى الفنون والثقافة بامتياز، للمشاركة في هذا المهرجان الذي يجمع ثلة من الفنانين بهدف تقريب هذه الفنون العريقة من ساكنة وزوار مدينة الرياح.
كما عبرت عن ارتياحها لإدراج فن الملحون في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية لليونيسكو، مؤكدة على أن ذلك يعد ثمرة جهود مختلف الفاعلين والمتدخلين.
ويتضمن برنامج الدورة الثامنة للمهرجان أمسيات تحييها فرق من الصويرة ومراكش ومكناس وشفشاون، إلى جانب ندوة حول موضوع “حضور المرأة في التصوف” بمشاركة باحثين وفاعلين آخرين.