شكلت الاستراتيجية الجديدة لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان برسم الفترة 2022- 2030 ، التي توجد في طور الإعداد والدراسة، محور لقاء تشاوري نظم، اليوم الخميس، بالصويرة، بمشاركة مختلف الأطراف المعنية.
ويأتي هذا اللقاء، الذي نظمته الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان، وشارك فيه رؤساء المصالح الخارجية، والجهوية والإقليمية، ورئيس جامعة القاضي عياض، ومنتخبون، وممثلو الغرف المهنية وأعوان السلطة، في إطار المشاورات التي أطلقتها الوكالة مع مختلف الفاعلين والمتدخلين على صعيد الأقاليم والجهات التابعة للمجال الترابي لتدخل الوكالة حول هذا البرنامج الشامل والطموح الرامي إلى تنمية هذه المناطق.
وهكذا، شكل اللقاء مناسبة لتدارس الخطوط العريضة والمحاور الرئيسية للتوجهات الاستراتيجية للوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان برسم الفترة 2022-2030 وسبل التعاون الكفيلة بضمان التنزيل الأمثل للرؤية الملكية، والمندمجة للمناطق المعنية.
وأبرز عامل إقليم الصويرة، عادل المالكي، في افتتاح هذا اللقاء، العناية الخاصة التي يوليها صاحب الجلالة الملك محمد السادس لهذه المناطق في مختلف الميادين الاجتماعية والاقتصادية والبيئية، كما يدل على ذلك إحداث مؤسسة محمد السادس للبحث والحفاظ على شجر الأركان.
وسجل المالكي أن إقليم الصويرة يضم حوالي 136 ألف هكتار من شجر الأركان، مشيدا بالجهود المبذولة من قبل كافة المتدخلين لتنمية هذه السلسلة على صعيد الإقليم، مما شجع على التفعيل الأمثل لبرامج خاصة وتنفيذ مشاريع في إطار رؤية متناغمة ومنسقة.
كما ذكر بإحداث لجنة إقليمية لتنمية سلسلة شجر الأركان، باعتبارها آلية مبتكرة للحكامة، قصد توحيد أعمال ومبادرات كافة المتدخلين في هذه السلسلة، التي لم تعد مساهمتها السوسيو – اقتصادية في حاجة للبرهنة.
واستعرض المدير العام للوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان، إبراهيم حافيدي، من جهته، أهم المنجزات المحققة على صعيد هذه المناطق في إطار استراتيجية 2012- 2020، مبرزا تحسن المؤشرات الاجتماعية والاقتصادية والجهود الجبارة المبذولة من أجل تنمية الإقليم والدينامية الاجتماعية والاقتصادية التي تم إطلاقها على مستوى هذا الحيز من التراب الوطني.
كما ذكر بالإعلان عن اليوم العالمي لشجرة الأركان من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة من أجل الاحتفاء بهذه الشجرة المستوطنة في المغرب وتثمينها، مشددا على أهمية البحث العلمي من أجل مواكبة تنمية هذه السلسلة.
وتتمحور الاستراتيجية الجديدة حول ثلاثة محاور رئيسية، هي تعزيز النظام الإيكولوجي لشجرة الأركان، وتحسين ظروف عيش الساكنة من خلال مواكبة الجهود المبذولة في المجالات الرئيسية (التعليم، الصحة، فك العزلة..)، والاقتصاد التضامني في الوسط القروي من أجل ضمان استقرار السكان.
وتميز هذا اللقاء بإلقاء عرض مستفيض من قبل ممثل مكتب الدراسات، استعرض فيه مهام الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان، والنهج الشامل الذي تدعو إليه، مستندا على الأرقام، والمؤشرات الاجتماعية والاقتصادية الرئيسية (صحة، تعليم، اقتصاد، موارد مائية..) في المناطق التابعة لنفوذ الوكالة، مع التركيز على إقليم الصويرة.
من جانبهم، عبر مختلف المتدخلين، خلال هذا اللقاء، عن ارتياحهم لمبادرة الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان، التي ستمكن من إغناء أعمال الوكالة على صعيد الإقليم، مبرزين تدخلها المندمج الذي يمس القطاعات التنموية الرئيسية.
كما شددوا على أهمية استثمار منتوجات شجر الأركان من أجل خلق المزيد من القيمة المضافة على صعيد الإقليم، وجذب المستثمرين في هذه السلسلة، داعين إلى إحداث وحدات لتخزين المادة الأولية وتقوية مواكبة التعاونيات التي تنشط في هذا المجال.