حذرت الأمم المتحدة من أن جائحة “كوفيد-19” لا تزال مدعاة للقلق العالمي، فيما أدى تفشي الكوليرا والإيبولا وجدري القردة إلى تعبئة العاملين في مجال الصحة والإغاثة لاحتواء هذه الأزمات الصحية.
كما نبهت الأمم المتحدة إلى أن هدف القضاء على فيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز بحلول العام 2030 في خطر، بينما يرفع لقاح جديد الآمال في إمكانية التغلب على الملاريا.
وجاء في تقرير حول حصيلة الحالة الصحية للعام المنصرم، نشر على الموقع الإخباري للأمم المتحدة، أنه كان على سكان العالم الذين سئموا من الفوضى التي سببتها جائحة “كوفيد-19” أن يتعاملوا مع متحور جديد شديد العدوى في بداية العام.
وانتشر متحور أوميكرون في جميع أنحاء أوروبا، مما أدى إلى أرقام أسبوعية قياسية للحالات، على الرغم من أن عدد الوفيات كان منخفضا نسبيا، مقارنة بالفاشيات السابقة.
وعلى الرغم من أن العديد من البلدان بدأت في تخفيف الإغلاقات والقيود الأخرى على التنقلات، أشارت منظمة الصحة العالمية إلى أن المرض لا يزال يمثل تهديدا. فبحلول غشت، تم تسجيل مليون حالة وفاة مرتبطة بـ “كوفيد-19”.
من جهة أخرى، عرف العام 2021 تسجيل 1.5 مليون إصابة جديدة بفيروس نقص المناعة البشرية و650 ألف حالة وفاة مرتبطة بالإيدز. وأظهرت الدول الأعضاء في الأمم المتحدة التزامها بالقضاء على الفيروس بحلول نهاية العقد، من خلال التوقيع على إعلان سياسي في الجمعية العامة في 2021، ولكن كان من الواضح هذا العام أن هناك حاجة لاتخاذ إجراءات أسرع، إذا ما كان سيتحقق هذا الهدف.
وأظهر تقرير صدر في يوليوز تباطؤ معدل انخفاض الإصابات بفيروس نقص المناعة البشرية إلى 3.6 في المائة بين عامي 2020 و2021، وهو أقل انخفاض سنوي في الإصابات الجديدة بفيروس نقص المناعة البشرية منذ العام 2016. وازدهرت الجائحة مع تفاقم الأزمات العالمية التي أجهدت الموارد على حساب برامج فيروس نقص المناعة البشرية.
وفي اليوم العالمي للإيدز في نونبر، أعلن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أن هدف القضاء على الإيدز بحلول عام 2030 بعيد عن المسار الصحيح.
كما شهد هذا العام تطورات مشجعة في العلاجات الدوائية. ففي مارس، تم إطلاق أول حقنة لتوفير حماية طويلة الأمد ضد فيروس نقص المناعة البشرية في جنوب أفريقيا والبرازيل، كبديل عن الأدوية اليومية.
وعاد الإيبولا ليضرب بقوة في جمهورية الكونغو الديمقراطية وأوغندا. وتم حشد العاملين الصحيين لمكافحة تفشي فيروس الإيبولا القاتل في جمهورية الكونغو الديمقراطية، وهي سادس فاشية تم تسجيلها خلال السنوات الأربع الماضية فقط.
كما تم الإبلاغ عن تفشي المرض في أوغندا المجاورة في غشت، بعد الاشتباه بست وفيات في منطقة موبيندي الوسطى، وهي منطقة يوجد فيها مناجم ذهب وتجذب العمال من مناطق عدة في أوغندا ودول أخرى.
ومع استمرار تدهور الوضع الأمني في هايتي، عادت الكوليرا إلى البلد المضطرب في أكتوبر، بسبب تدهور نظام الصرف الصحي وانعدام الأمن، مما جعل من الصعب حصول المصابين على العلاج.
وتفشى المرض في مدينة حلب السورية في شتنبر، ونسب إلى شرب المياه غير الآمنة من نهر الفرات واستخدام المياه الملوثة لري المحاصيل، مما أدى إلى تلوث الغذاء. كما تفشى المرض في لبنان، بعد غياب دام ثلاثين عاما. وأشارت بيانات منظمة الصحة العالمية الصادرة في دجنبر إلى وجود إصابات في حوالي 30 دولة.
وفي المقابل، سجلت منظمة الصحة العالمية حدوث اختراق كبير في مجال الملاريا، حيث أعلنت اليونيسف أن شركة الأدوية العملاقة GSK حصلت على عقد بقيمة 170 مليون دولار لإنتاج أول لقاح ضد الملاريا في العالم، مما أثار الآمال في إنهاء المرض.
ولا تزال الملاريا إحدى أكثر الأمراض فتكا بالأطفال دون سن الخامسة، ففي عام 2020، لقي ما يقرب من نصف مليون فتى وفتاة حتفهم بسبب هذا المرض في أفريقيا وحدها، أي ما يعادل وفاة واحدة كل دقيقة.