خلدت أسرة المقاومة وأعضاء جيش التحرير، أمس الأربعاء بالرشيدية، الذكرى الـ89 لمعركة جبل بادو، التي دارت رحاها في شهر غشت 1933، وهي ملحمة مجيدة في تاريخ المملكة ستبقى محفورة إلى الأبد في ذاكرة الكفاح الوطني من أجل الحرية والاستقلال.
وأكد المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، مصطفى الكثيري، خلال لقاء نظم بالمناسبة، أن معارك جبل بادو، التي كانت ربوع تافيلالت المجاهدة، مسرحا لها سنة 1933، جاءت لمواجهة الأطماع التوسعية للوجود الأجنبي والتسلط الاستعماري ودفاعا عن المقدسات الدينية والثوابت الوطنية.
وأشار إلى أن الذكرى الـ89 لمعارك جبل بادو، تعد فرصة لتنوير عقول الأجيال الشابة، من خلال الدروس المستحضرة وروائع الكفاح الوطني، التي تجسدها هذه الملحمة المجيدة في تاريخ المملكة.
وشدد على أن المجتمع القبلي في هذه المنطقة من نساء ورجال، تفاعل مع كل التحولات الوطنية والإقليمية والدولية، واتسم باستماتة لا مثيل لها في الدفاع عن أرضه والتشبث باستقلاله وسيادته، ورفضه لكافة أشكال التدخل الاستعماري في المغرب.
وذكر بمقاومة قبائل إقليم الرشيدية بضراوة، منذ مطلع القرن العشرين، حيث ضحت بالغالي والنفيس لصد العدوان الأجنبي والأطماع الاستعمارية، خاصة بعد سنة 1908، حينما أقامت القوات الفرنسية أول مركز استعماري بمنطقة بوذنيب ليشكل قاعدة لانطلاق هجوماتها ومد سيطرتها على باقي تراب الإقليم.
وأضاف أن المنطقة شهدت سلسلة من المعارك، ضمنها معركة بوذنيب سنة 1908، ومعركة افري سنة 1914، ومعركة مسكي أو الرجل سنة 1916، ومعركة البطحاء سنة 1918، ثم معارك تافيلالت ونواحي كلميمة.
وأوضح أن سلطات الاحتلال لم تتمكن من بسط نفوذها على باقي مناطق الإقليم، إلا بعد خوضها لمواجهات عنيفة بجبل بادو (غشت 1933)، معتبرا أن قبائل ومناطق تافيلالت المجاهدة قدمت، خلال هذه المعارك، تضحيات جسام بمقاومتها الشرسة للوجود الاستعماري وتصديها وتحديها لحملات البطش والتنكيل التي شملت الساكنة.
واعتبر الكثيري أن سكان المنطقة كانوا سباقين في مراحل النضال السياسي وعمليات المقاومة السرية والفدائية، غداة المؤامرة الدنيئة التي اقترفتها سلطات الإقامة العامة للحماية الفرنسية في 20 غشت 1953 بنفيها لأب الأمة وبطل التحرير والاستقلال والوحدة جلالة المغفور له محمد الخامس والأسرة الملكية الشريفة، حيث سارع أبناء تافيلالت للانضمام بكثافة لخلايا المقاومة والتحرير التي احتضنتها مدن وقرى الإقليم ومراكزه.
يشار إلى أنه تم، خلال هذا اللقاء، تكريم تسعة من قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، ثلاثة منهم متوفين.
كما قدمت المندوبية أيضا إعانات مالية لعدد من قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير وأرامل المتوفين منهم، وذلك عرفانا بما أسدوه خدمة للوطن.