الدورة 28 للمهرجان الدولي لفن الفيديو بالدار البيضاء ما بين 8 و 12 نونبر الجاري

تحتضن العاصمة الاقتصادية في الفترة الممدة ما بين 8 و12 نونبر الجاري الدورة الثامنة والعشرين للمهرجان الدولي لفن الفيديو التي تنظمها كلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك جامعة الحسن الثاني.

وأوضح المنظمون خلال ندوة صحفية عقدت مساء أمس الثلاثاء بالدار البيضاء لتسليط الضوء على برنامج دورة هذه السنة المنظمة تحت شعار: “هجرة الفنون إلى الميتافيرس”، أن هذه النسخة تعد استمرارا لمشروع الكلية الفني الذي يهدف إلى توضيح أشكال وأنواع مختلفة من الاندماج والتفاعل بين التكنولوجيا والفن.

وأضافوا أن هذه النسخة تستضيف فنانين من عدة بلدان منها إيطاليا وألمانيا وبلجيكا وكندا وكورسيكا وفرنسا ولبنان لمشاركة الطلبة والفنانين الشباب خبراتهم ومعارفهم من خلال الورشات التكوينية واللقاءات والندوات الدولية المنظمة بالمناسبة.

وبهذه المناسبة، أشار عبد القادر كنكاي رئيس المهرجان إلى أنه مع التطور الذي يشهده العالم في مجالات التكنولوجيا، خاصة في العالم الرقمي، اكتشف الفنانون أدوات ووسائل إبداع أكثر دقة وأكثر تعبيرا، فتحت أمامهم آفاقا جديدة للابتكار والإبداع، مضيفا أن الفنان يشكل ثنائيا مع الآلة للشروع في تحديد جديد للفن باعتباره معالجة للمعلومات والأشياء في العالمين الواقعي والافتراضي.

وتابع كنكاي، الذي هو أيضا عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك، أنه من هذا المنظور، يقدم المنظمون دورة خاصة ومميزة في شكلها ومحتواها، في هذه السنة، التي بدأ فيها الذكاء الاصطناعي المسمى “التعلم العميق” في غزو الإنترنت وإحداث تحول عميق في مجالات إنشاء الرسوم والفن في كل بقاع العالم.

وواصل أنه في الفضاء الإلكتروني، مع كل التطورات التكنولوجية في مجالات الإبداع الفني، في عملية تسمى “التمكين الإبداعي”، بشكل تدريجي، أصبح الفنانون والهواة والمهنيون الشباب على دراية بأدوات التقنيات الجديدة للإبداع الفني، الأمر الذي أحدث ثورة في تقييم وتحديد المعايير الفنية والجمالية والاجتماعية والاقتصادية المعتادة.

وذكر أنه في هذا الجو، خلال عدة دورات، وفر المهرجان مساحة، حيوية وغنية للفنانين الشباب من جميع أنحاء العالم، للإبداع والابتكار، عبر تبادل الأفكار والتجارب بين المهني، وفي الورشات التكوينية والعروض المبرمجة وكذلك في المحاضرات والماستر كلاس وفي الندوات الدولية المنظمة في كل دورة من خلال البرنامج الثري والمتنوع المقترح، يحافظ المهرجان على تميزه ومكانته الخاصة في جميع أنحاء العالم باعتباره تظاهرة ثقافية استثنائية ومفترق طرق للالتقاء والتبادل بين الشباب من جميع أنحاء العالم.

ومن جانبه، أشار مجيد سداتي، المدير الفني للمهرجان، إلى أنه في السنوات الأخيرة، مر الفن والثقافة ومعهم الفنانون بفترات عصيبة اختفت فيها العديد من المهرجانات، فيما ما يزال البعض الآخر يقاوم، بما فيهم المهرجان الدولي لفن الفيديو فبعد الأزمة الصحية يجد العالم نفسه في مواجهة حروب تهدد الوجود البشري، ولكن على الرغم من كل هذا، فالتفاؤل ما يزال حاضرا والتشبث بالأمل، وذلك نابع من إيمان راسخ بأن الفن وحده هو القادر على إنقاذ العالم.

فعلى الرغم من كل الصعوبات، يضيف سداتي، و”من أجل الحفاظ على هذا العالم الفني الصغير الرائع الذي يجمعنا يرحب المهرجان كل سنة بعدد كبير من الفنانين والمبدعين والباحثين الذين يؤمنون بمشروعنا لأن ما يجمعنا ويوحدنا قبل كل شيء هو الشغف، والحب، ومشاركة القيم، والمعرفة والتجارب الجديدة”.

ولهذا السبب ارتأت الإدارة الفنية هذه السنة، إضفاء المزيد من الأصالة والتميز على هذا الحدث الفني، من خلال برمجة معارض حول التعلم العميق، والذكاء الاصطناعي، والميتافيرس، إذ سوف يكتشف الجمهور الشغوف بالتكنولوجيات الجديدة، إبداعات أصيلة تعرض لأول مرة مثل العرضين “L’Audiographe” و”6 D” اللذين يجمعان فنانين مغاربة وفرنسيين وهولنديين.

كما يتضمن برنامج الدورة إبداعات ثلاثية الأبعاد، والوقائع الافتراضية والمعززة، لكل من “يان مينه”، الذي يكشف لنا سر الصورة الرمزية عند الجزري أحد عمالقة الهندسة في التاريخ، وأيضا أفلام التحريك الرائعة لأليساندرو بافاري، أحد رواد فن الفيديو، إضافة إلى أعمال إريك فينجر، وفيليب بوازنارد، وسيجريد كوجينز، وليندا رولاند، وكمال غبط، وتومي لوسون، وغايتان لو كورير، ومحمد الراشدي ومارك فيرات.

وسيكتشف عشاق المهرجان أيضا عروضا عالية الجودة للمجموعة الإيطالية FUSE ولمارتن مسيي ولفليب فرانك، بالإضافة إلى الأفلام القصيرة وأفلام الفيديو الفنية من اقتراح مارك ميرسيي، وسعيد المزواري وجيمس بارتيك.

وسيكون المهرجان أيضا فرصة ليسافر بالجمهور إلى العوالم الافتراضية للذكاء الاصطناعي، والتعلم العميق، والميتافيرس، من خلال سلسلة من المحاضرات والورشات التكوينية والماستر كلاس، والندوة الرئيسية التي ستطرح مجموعة من الأسئلة الراهنة حول مآل الفن في ظل هذه العوالم الجديدة.

وستسمح هذه التظاهرة الثقافية والفنية للجمهور باكتشاف برنامج غني ومتنوع في عدة فضاءات بالدار البيضاء: كلية الآداب والعلوم الإنسانية بن مسيك، ومسرح محمد السادس، والمعهد الفرنسي بالدار البيضاء، واستوديو الفنون الحية، والمركز الثقافي الأمريكي، ومكتبة محمد السقاط ، ومركز الفنون مرسم.

وينظم المهرجان بدعم من جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، وشركة الدار البيضاء للتظاهرات والتنشيط ، ومجلس مدينة الدار البيضاء ، ومجلس جهة الدار البيضاء – سطات ، وإبسون، والمعهد الفرنسي بالمغرب، والمعهد الفرنسي للدار البيضاء، ومكتب كيبيك بالرباط، والمعهد الثقافي الإيطالي بالرباط.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.