الدورة الخامسة ل”جوائز مغاربة العالم”.. تسليط الضوء بمراكش على “الأجيال الجديدة لمغاربة العالم: ديناميات وانتظارات”

التأم ثلة من المغاربة المقيمين بالخارج، من مختلف المشارب، سياسية، ورياضية، وفكرية، وجامعية، وعلمية وثقافية وغيرها، أمس السبت، بمراكش، لمناقشة، في إطار الدورة الخامسة ل”جوائز مغاربة العالم”، تيمة “الأجيال الجديدة لمغاربة العالم: ديناميات وانتظارات”.

وتم التشديد، خلال هذه المائدة المستديرة، التي نشطها هشام جميد، الدكتور في علم الاجتماع من المعهد الوطني للفنون والمهن بباريس، بالأساس، على طفرات الجاليات المغربية بالخارج، وتحولات الآصرة مع البلد الأصلي، مع التركيز على تطلعات هذه الأجيال الصاعدة والتحديات التي يتعين على المغرب رفعها للاستجابة لها.

كما تم خلال هذه المائدة، المنظمة بشراكة مع مجلس الجالية المغربية بالخارج، إبراز الإمكانيات الضخمة التي يتيحها مغاربة العالم، من حيث الكفاءات والمواهب “المؤهلة” و”العازمة” على المساهمة بشكل إيجابي في كافة الجهود التي يقوم بها المغرب على درب التقدم والتنمية.

وشكل هذا اللقاء، الذي تميز بالمشاركة المتميزة لمصطفى الميري، الأستاذ المحاضر في علم الاجتماع بجامعة إيكس – مرسيليا، وجليل بنعبد الله، خريج مدرسة المعادن بأليز وهو أيضا مقاول، وسارة أولاد ، المديرة التنفيذية Molengeek ببروكسل (بلجيكا) مناسبة لكل واحد من المتدخلين لتقديم شهادة حول تجربته الخاصة ومسيرته المهنية، مبرزين هذه الإرادة والاعتزاز اللذين يحفزهم من أجل السير قدما لتعزيز انتمائهم أكثر لأمة كبيرة، التي هي المغرب.

وأجمعوا، أيضا، على تأكيد ضرورة بالنسبة لمغاربة العالم ليعتبروا أنفسهم كرعايا دوليين، يشكلون مصدر اعتزاز المملكة، وذلك بالنظر إلى كفاءاتهم المؤكدة، وقدراتهم الكبيرة على الانفتاح على الثقافات والحضارات الأخرى، والحفاظ على ممارساتهم الثقافية، وهويتهم وتشبثهم بالجذور، ولاسيما التكيف بسهولة مع بلدان الاستقبال.

وأضافوا أن هذه المؤهلات تشكل، دون شك، نقطة قوة بالنسبة لمغاربة العالم، من شأنها أن تمكنهم من الاندماج في مختلف القطاعات النشيطة، والتميز فيها، مشددين على ضرورة العمل سويا قصد تقوية الأواصر مع المملكة أكثر، والعمل على التعريف بشكل أفضل بالتاريخ المشرق والعريق لهذا البلد، في عالم يشهد تحولات جيوسياسية عميقة.

ودعوا، لهذا الغرض، إلى إرساء اتصالات دائمة ومباشرة بين المغاربة من أفراد الجالية، والنهوض بتبادل الخبرات في ما بينهم، ضمن منطق للتكامل، مسجلين أن مغاربة العالم هؤلاء، وبفضل تشبثهم الراسخ بالمملكة، وبهويتهم وجذورهم، يشكلون “قوة حقيقية” كفيلة بتوطيد وتعزيز مكانة المغرب أكثر على درب الازدهار والتقدم.

واعتبروا أنه إذا كانت هناك صعوبات، فقد حان الوقت للتحرك يدا في يد، قصد تغيير تصورات الأشياء، والتخلص من العقد، والصور النمطية والتمييزية، وتشجيع كفاءات أفراد الجالية، وتقوية الشعور بالانتماء للمغرب.

وسلطوا الضوء، كذلك، على هذه الرغبة التي تحدو غالبية مغاربة العالم من أجل العودة إلى بلدهم الأصلي والاستثمار فيه في مختلف المجالات، ووضع رهن إشارته تجاربهم وخبراتهم، مشبهين الجالية ب”الجسر الذي يتعين تشييده من الجانبين”.

وأثيرت خلال هذه الندوة القضية الأساسية المتعلقة برابط الهوية (الثقافي والديني)، وهي قضية ليست يسيرة، بالنظر لكون هذا الرابط، من جهة، مقعد للغاية، ثم لكون الرابط الاقتصادي يمكن أن يكون ملموسا، فإن رابط الهوية ليس كذلك.

كما تم التساؤل، خلال هذه النقاشات، حول تحولات هذا الرابط من جيل إلى آخر، وحول الانتظارات الحالية لهذه الأجيال الجديدة من مغاربة العالم.

وأشاد رئيس مؤسسة جوائز مغاربة العالم، أمين سعد، في تصريح لقناة (إم 24) الإخبارية التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء، بأهمية التيمة التي تم اختيارها لهذه المائدة المستديرة، والتي تعبر عن التحولات والتغيرات التي تعرفها الجالية المغربية بالخارج.

وتابع أن الأمر يتعلق بقضية ذات راهنية كفيلة بالسماح بمعرفة كيف يتطور مغاربة العالم، لأن مغاربة العالم لسنة 2023، لا يشبهون إطلاقا مغاربة الأجيال السابقة، ولاسيما مع وجود انتظارات وحاجيات تستحق أن يتم التعرف عليها أكثر.

وتجدر الإشارة إلى أن “جوائز مغاربة العالم”، التظاهرة الفريدة من نوعها بالمغرب، تروم تكريم أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج.

وتع د هذه التظاهرة، التي تنظمها مؤسسة جوائز مغاربة العالم، ومجلة “بي إم”، بلحظات قوية، ولاسيما حفل تسليم جوائز للمتوجين القادمين من مختلف أنحاء العالم.

وتم، ككل سنة، انتقاء 18 مرشحا، عبر العالم في ست فئات، هي السياسة، وعالم المقاولة، والمجتمع المدني، والفن والثقافة، والبحث العلمي والرياضة.

ويتعلق الأمر، بالنسبة لهذه الدورة الخامسة، بم سم ين قادمين من الولايات المتحدة الأمريكية، وبريطانيا العظمى، وإسبانيا، وألمانيا، وسويسرا وفرنسا.

وتتكون لجنة التحكيم، التي ستترأسها إلهام قادري، وهي أول امرأة تشغل منصب رئيسة مديرة عامة لشركة سولفاي، أحد أكبر المجموعات الكيميائية في العالم، من شخصيات مرموقة، من قبيل حميد بوشيخي، أحد الشخصيات البارزة في مجال التدبير، وكريم بسرير، عضو المكتب التنفيذي ل”MeM by CGEM ” الموجه للمنطقة الـ13، ومحمد العسري، المكلف بمهمة في الألعاب الأولمبية (باريس 2024) وبطل سابق في رياضة الجيدو، وآمال داود، رئيسة تحرير مجلة “بي إم”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.