الداخلة.. انعقاد المنتدى الدولي السادس للمقاولات الصغرى جدا

انطلقت، اليوم الجمعة بالداخلة، أشغال النسخة السادسة من المنتدى الدولي للمقاولات الصغرى جدا، المنظمة احتفاء بالذكرى الـ47 للمسيرة الخضراء، تحت شعار “دور المقاولات الصغرى جدا داخل المغرب وخارجه في التنمية الاقتصادية والاجتماعية للمغرب”.

ويهدف هذا المنتدى، المنظم من طرف Attitudes Conseil، إلى تعزيز علاقات الثقة مع المقاولين في جهة الداخلة – وادي الذهب، والحصول على الاستشارة لدى مهنيين مؤهلين، والتشجيع على التبادل مع مختلف شبكات المواكبة (مالية وغير مالية) لإرساء منظومة أكثر تعاونا في الجهة.

ويمثل المنتدى، الذي يعرف مشاركة مؤسسات عمومية وخاصة، وخبراء مغاربة وأجانب في مجال ريادة الأعمال ومواكبة المقاولات الصغرى جدا والمقاولين الذاتيين، فرصة لتقاسم التجارب الوطنية والدولية الناجحة لمقاولين مغاربة مقيمين بالخارج وفاعلين دوليين نشطين في مجال مواكبة الشباب والمقاولات الصغرى جدا وكذا مقاولين ذاتيين.

وقال والي جهة الداخلة – وادي الذهب عامل إقليم وادي الذهب، لمين بنعمر، إن هذا اللقاء يندرج في إطار التوجهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس الرامية إلى جعل الاستثمار في صلب السياسات العمومية، مبرزا أن منطلق الاستثمار يرتكز على جعل المقاولات الصغيرة جدا، والمقاولات عموما، محور التطور الاقتصادي والاجتماعي الذي يطمح إليه المغرب.

وأوضح بنعمر، في كلمة تلاها نيابة عنه الكاتب العام لولاية الجهة، مولاي اسماعيل هيكل، أن المنتدى يجعل في صلب اهتماماته المقاولة الصغيرة جدا، بالنظر إلى ما تزخر به من مؤهلات وإمكانيات يمكن أن تدعم النسيج الاقتصادي بجهة الداخلة – وادي الذهب، لاسيما بما توفره هذه الأخيرة من قدرات وموارد كفيلة بدعم كل أسس النجاح أمام هذه المقاولة.

وأشار إلى أن الداخلة تعد، اليوم، منصة لتشجيع النسيج المقاولاتي لما يوفره مستقبل الجهة، عبر ميناء الداخلة الأطلسي والمشروع المندمج لتحلية مياه البحر وسقي 5000 هكتار، من آليات وفرص للاستثمار يمكن أن توفر كل سبل النجاح للمقاولات الصغرى.

من جانبه، أكد رئيس مجلس جهة الداخلة – وادي الذهب، الخطاط ينجا، أن المجلس لم يدخر جهدا، في إطار حرصه على النهوض بقطاع التشغيل ودعم المقاولات الصغرى والمبادرة الفردية، من أجل المساهمة في النهوض بهذا القطاع، عبر مجموعة من اتفاقيات الشراكة والبرامج والمشاريع في ظل الاختصاصات المخولة له.

وأوضح ينجا، في كلمة تلاها نيابة عنه النائب الأول لرئيس المجلس الجهوي لمباركي مولاي بوتال، أن المجلس أبرم، في إطار عقد برنامج تمويل وإنجاز برامج التنمية المندمجة للجهة، اتفاقية تفعيل محور “دعم التشغيل وإنعاش المقاولات” – مجال التشغيل الذاتي- للجهة، والتي عبأت 65.83 مليون درهم من بينها 36.98 مليون درهم مساهمة للجهة، أي بنسبة 57 في المئة من الكلفة الإجمالية للبرنامج.

وأضاف أن هذه الاتفاقية تروم تيسير إدماج الباحثين عن عمل، عبر تنمية برامج التشغيل وتطوير العمل المؤهل داخل النسيج الجمعوي والتشغيل الذاتي، من خلال دعم خلق المقاولة الصغيرة جدا والأنشطة المدرة للدخل عبر قروض الشرف، والتي كانت موضوع اتفاقية مع جمعية “الداخلة مبادرة”، بلغت نسبة إنجازها حوالي 50 في المئة مع نسبة تشغيل تجاوزت 70 في المئة.

ومن جهتها، أبرزت رئيسة المنتدى الدولي للمقاولات الصغرى جدا، أمل شريف حوات، أن أعمال النسخة السادسة من هذا المنتدى تتمحور حول دعم ومواكبة المقاولات الصغرى جدا والارتقاء بها، انخراطا منها في التوجيهات الملكية السامية التي أكدت على أهمية الدور الذي تضطلع به هذه الشريحة من المقاولات في تنمية الاقتصاد الوطني.

وأكدت شريف حوات أن المقاولات الصغيرة جدا تمثل أهم مصدر لخلق فرص الشغل والنمو بالجهات، كما أنها تتيح تعزيز النسيج الاقتصادي للبلاد، فضلا عن كونها عنصرا محركا لتهيئة التراب الوطني من خلال المساهمة في الإبقاء على اقتصاد القرب، إضافة إلى أنها تعد أيضا من بين الأكثر ابتكارا وإدراكا لكيفية التأقلم مع تطورات الأسواق وحاجيات المستهلكين.

وأشارت إلى أن النسخة السادسة لهذا المنتدى تروم “تكريس التشبيك لفائدة المقاولات الصغرى جدا هنا وهناك، مع الشركاء الماليين وغير الماليين، الذين يدعمون هاتين الفئتين من المقاولات”، كما تهدف إلى المشاركة في تطوير مسارات المبادرة الخاصة التي تحفز على الاستثمار المنتج للثروات والشغل.

ويشمل برنامج المنتدى تنظيم موائد مستديرة حول “المقاولات الصغرى جدا بالمغرب رؤية استراتيجية حول مستقبل المقاولات الصغرى: أي تدابير للمواكبة المالية وغير المالية لهذه الشريحة من المقاولات؟”، و”المقاولات المغربية الصغرى هنا وهناك: تجارب ناجحة من المغرب والخارج، ومؤهلات وتدابير للمقاولين المغاربة القاطنين بالخارج بالمغرب”، و”المقاولات الصغرى جدا والجهات: كيف يمكن ضمان إقلاع المقاولات الصغرى جدا لخلق التشغيل والنمو؟، وماهي الآليات التي تضعها الجهة لخلق مقاولات صغرى مدرة للربح وبالتالي فتح مناصب للشغل؟”.

كما سيتم تنظيم جلسة لمناقشة مواضيع تهم “المقاولة النسائية هنا وهناك: إلى أي مدى يمكن أن تشكل ريادة الأعمال النسائية في المغرب رافعة أساسية في الديناميات الاقتصادية والاجتماعية؟”، و”ريادة المرأة: ماهي آفاق الانطلاق والتطور؟”، و”المرأة في مجال الأعمال، ما تحتاج معرفته لتحقيق النجاح”.

ويشمل البرنامج كذلك تنظيم جلسة للتطرق إلى تحفيزات تنمية المقاولات الصغرى جدا، من خلال مناقشة “البرنامج المندمج لدعم وتمويل المقاولات وغيرها من التدابير التحفيزية”، و”التدابير الضريبية لفائدة المقاولات الصغرى، المساهمة المهنية الموحدة”، و”إجراءات الحماية الاجتماعية وخدمات الرعاية الصحية – التقاعد، التغطية الاجتماعية للمستخدمين غير المأجورين”.

كما سيتم، خلال المنتدى، تسليط الضوء على تحديات وفرص الإدماج المالي والرقمي للمقاولين المغاربة من المغرب والخارج، (من حيث الابتكار المالي والرقمي، والبنك – الرقمي، والأداء الإلكتروني، والمقاولات الناشئة المبتكرة).

ويتضمن البرنامج أيضا تقديم سبعة مشاريع من طرف المستفيدين من Dakhla Learning Center، بهدف البحث عن التمويل، وذلك أمام لجنة تحكيم مكونة من هيئات تعمل على تعزيز ريادة الأعمال، وأبناك ومؤسسات مالية.

كما يشمل برنامج المنتدى تنظيم ورشتي عمل لفائدة حاملي مشاريع ومقاولين ذاتيين، الأولى حول عرض لعبة الأعمال J’ENTREPRENDS@DAKHLA، من خلال آليات وأدوات مبتكرة لتحفيز روح المبادرة وبناء القدرات الريادية، فيما تتمحور الورشة الثانية حول بناء القدرات الإبداعية والتفكير.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.