دعا المشاركون في لقاء، نظم أمس الأربعاء بالداخلة، إلى تعزيز حماية الأطفال من جميع أشكال الاستغلال، ولا سيما الاعتداء الجنسي وتجنيد الأطفال.
وخلال هذا الاجتماع الذي نظمه المركز الدولي للأبحاث حول الوقاية من تجنيد الأطفال بالداخلة، والذي عرف على الخصوص مشاركة فاعلين جمعويين من الأرجنتين والمغرب، وممثلي اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان، تم التأكيد على ضرورة اعتماد سياسات وطنية متكاملة بشأن تجنيد الأطفال، وحمايتهم من جميع أشكال العنف والاستغلال، وتنفيذ تدابير وقائية تهدف إلى الحد من حالات العنف ضد هذه الفئة.
كما دعا المتدخلون خلال هذا اللقاء إلى وضع حد لاستغلال الجماعات المسلحة والميليشيات للأطفال، وإلى بذل جهود مشتركة للسيطرة على تجنيد الأطفال في جميع أنحاء العالم.
وأبرز الرئيس المدير العام للمركز الدولي للأبحاث حول الوقاية من تجنيد الأطفال بالداخلة، عبد القادر الفيلالي، في تصريح للقناة الإخبارية M24، التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذا اللقاء شكل فرصة للفاعلين الجمعويين الأرجنتينيين الذين وقعوا ضحايا للاعتداء الجنسي في بوينوس أيريس على مدى عقدين من الزمن، للحديث عن المعاناة التي تعرضوا إليها.
وأشار الفيلالي إلى أن الفاعلين الأرجنتينيين أتيحت لهم الفرصة أيضا للتعرف على ظاهرة تجنيد الأطفال في النزاعات المسلحة من قبل البلدان والجماعات المسلحة التي تستغل الأطفال لأغراض عسكرية، مشيرا إلى أن هؤلاء الأطفال يقعون أيضا ضحايا للاعتداء الجنسي.
من جانبه، أبرز رئيس جمعية “الكبار من أجل حقوق الأطفال” التي يوجد مقرها في بوينوس آيرس، سيباستيان كواترومو، أن هذا اللقاء يمثل فرصة “لعرض تجاربنا كضحايا للاعتداء الجنسي وفتح نقاش بناء لبحث الوسائل التي تهدف إلى مكافحة هذه الجريمة”.
وأضاف السيد كواترومو، أن هذا اللقاء يهدف إلى التوعية بأهمية محاربة الاعتداء الجنسي على القاصرين، وهي قضية عالمية تتطلب تدابير فعالة، داعيا الفاعلين الجمعويين إلى جانب المنظمات الحكومية إلى توحيد الجهود للتصدي لهذه الآفة الخطيرة.
من جانبها، أشارت المشاركة في تأسيس الجمعية، سيلفيا بيسيدا، إلى أن “قضية الاعتداء الجنسي على القاصرين تعد آفة عالمية تتطلب إثارة اهتمام المجتمع الدولي بشكل عاجل”.
وقالت “نحن في الداخلة اليوم لنشارككم تجاربنا بشأن الاعتداء الجنسي الذي عانينا منه في الطفولة”، مشددة على أهمية العمل بشكل جماعي لمحاربة هذه الظاهرة التي تشكل تهديدا خطيرا بالنسبة للأطفال.
وبهذه المناسبة، اطلع الفاعلون الجمعويون الأرجنتينيون على مهام المركز الدولي لبحوث الوقاية من تجنيد الأطفال بالداخلة، الذي يسعى إلى توفير بيانات دقيقة، نوعية وكمية، من أجل القيام بعمل يستند على البحث الأكاديمي، في مجال مكافحة تجنيد الأطفال في مناطق الصراع.
وكان الفاعلون الجمعويون الأرجنتينيون، قد شاركوا إلى جانب زيارتهم لمدينة الداخلة، في اجتماعات توعوية أخرى حول ظاهرة استغلال الأطفال عبر العالم، عقدت في كليتي الآداب والعلوم الإنسانية بالمحمدية والرباط.