لا تزال مواقع التواصل الاجتماعي تكشف على طبيعتها المزدوجة التي تجمع بين الطيب والخبيث، الاستخدام النافع، والاستخدام الضار، وليس التسول الإلكتروني سوى أحد هذه الأوجه السلبية التي ما فتئت تطفو إلى السطح.
وتنتعش هذه الظاهرة التي تتخذ الاحتيال سبيلا لها، على عطف وحسن نية المتبرعين، لتتحول من مجرد تسول للخروج من أزمة ما إلى مهنة مدرة للدخل، وسبيلا للقفز في السلم الاجتماعي.
لا يرتبط الوضع هنا بالجمعيات الخيرية أو المنظمات المهتمة بالمساعدات الاجتماعية، بل بأفراد وأحيانا شبكات تنشط على بث ومشاركة حالات انسانية لذر العطف، والبحث عن متبرعين.
ولا يتحرج محترفوا هذه الظاهرة من ادعاء الإعاقة الجسدية أو النفسية، أو تقديم صور مخادعة من أجل بلوغ هدفهم، أو إقحام أفراد أسرهم، فيظل الغرض الأول والأخير هو بلوغ مرادهم.
لعل تنامي هذه الظاهرة بشكل لافت، واكتشافها من قبل عموم رواد مواقع التواصل الاجتماعي قد يخفف من وقوعهم ضحايا للاحتيال والنصب، إلا أن هامش الحري التي توفرها هذه المواقع تجعل هامش مناورة هؤلاء المحترفين في التسول الإلكتروني يجدون باستمرار منافذ يستغلونها للاستمرار في تجارتهم.