جدد البنك الدولي، أمس الأربعاء، بمراكش، دعمه لبرنامج “دعم الإدماج الاقتصادي للشباب”، المبادرة النموذجية التي يتم تنفيذها بجهة مراكش- آسفي.
وأكد المدير العام للعمليات بالبنك الدولي، أكسل فان تروتسنبرغ، في تصريح لقناة (إم 24) الإخبارية التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء، عقب زيارة إلى فضاء تشغيل الشباب بسيدي يوسف بن علي، أن “البنك الدولي يدعم هذا المشروع، الرامي إلى تحسين ولوج الشباب إلى فرص اقتصادية بجهة مراكش- آسفي”.
وعبر تروتسنبرغ، الذي كان مرفوقا بوالي جهة مراكش – آسفي، عامل عمالة مراكش، كريم قسي لحلو، ونائب رئيس البنك الدولي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، فريد بلحاج، عن “إعجابه” بشغف وحماس الشباب حاملي المشاريع بالجهة، مبرزا أن من شأن تضافر جهود الدولة، والقطاع الخاص والشباب أن يساهم في تحسين إدماج الشباب، لاسيما النساء، في سوق الشغل.
وأضاف “لقد أعجبت كثيرا بالتبادلات التي أجريتها مع الشباب حاملي المشاريع، وبالتزام كافة شركاء هذا البرنامج”، مذكرا بأن مراكش ستحتضن الاجتماعات السنوية لمجموعة البنك الدولي وصندوق النقد الدولي في أكتوبر المقبل، “وهي فرصة جيدة لإبراز آخر التطورات الاقتصادية والاجتماعية التي يشهدها المغرب في السنوات الأخيرة”.
من جهته، قال المدير الجهوي للوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات بمراكش – آسفي، هشام قصباوي، إن هذه الزيارة شكلت مناسبة لتقديم حصيلة برنامج “دعم الإدماج الاقتصادي للشباب”، الذي نجح في توحيد جهود العديد من الشركاء المؤسساتيين حول ثلاثة محاور، تتمثل في “تعزيز قابلية التشغيل والإدماج الاقتصادي للشباب”، و”تطوير البيئة العامة للمقاولات ودعم إنشاء المقاولات لفائدة الشباب في مجالات سلاسل القيم الواعدة”، و”دعم قدرات المؤسسات لإدارة المشروع”.
وأوضح قصباوي “لقد قمنا بزيارة النموذج الأول لهذه الفضاءات لتشغيل الشباب، التي تم إحداثها في إطار هذا البرنامج، والتي تقدم خدمة عمومية وفق منطق التدبير المفوض من خلال أحد المتعهدين من القطاع الخاص”، مذكرا بأن جهة مراكش- آسفي تتوفر على ثمانية من هذه الفضاءات، وعلى وحدتين متنقلتين مجهزتين لتقديم خدمات قرب عمومية لقابلية تشغيل في مناطق نائية.
وذكر بأنه بعد ثمانية أشهر من العمل، تمكن 7 آلاف شاب من الاستفادة من خدمات هذه الفضاءات لتشغيل الشباب، كما جابت ثلاث قوافل جماعات مختلف أقاليم الجهة، وشملت 3 آلاف شاب في الوسط القروي، من أجل وضع رهن إشارتهم آليات للمواكبة موجهة لتحسين قابلية تشغيلهم وتسهيل إدماجهم في سوق الشغل.
وتشرف الوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات على فضاءات تشغيل الشباب، موضوع المكون الأول لمشروع “دعم الإدماج الاقتصادي للشباب”. وتستجيب هذه الفضاءات لإشكالية البطالة في صفوف الشباب، الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و34 سنة، وذلك بطموح تقديم دعم فردي للشباب، قصد تحسين ولوجهم إلى الفرص الاقتصادية.
وتمكن فضاءات تشغيل الشباب، من خلال إرساء خدمات للتحسيس، والإخبار، والتوجيه، من تحسين المهارات الاجتماعية الفردية وتعزيز النتائج الاجتماعية الإيجابية.
كما التقى تروتسنبرغ، خلال هذه الزيارة، المستفيدين من برنامج مواكبة المقاولة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، موضوع المكون الثاني للمشروع.
وفي إطار هذا المكون الثاني، يتمثل الهدف النهائي في التوصل إلى تحسيس 25 ألف شاب بفرص ريادة الأعمال، ومواكبة 5 آلاف و1500 شاب، وذلك، على التوالي، لتنفيذ مشاريعهم في مرحلة ما قبل الإنشاء، والانتشار/التسريع ما بعد الإنشاء. وتجاوز هذا البرنامج الانتظارات، على اعتبار أنه تم بلوغ، بل وحتى تجاوز الأهداف المسطرة، خلال الثلاث سنوات الأخيرة.
ومنذ إطلاق البرنامج، تمت مواكبة 5074 مشروعا في مرحلة ما قبل الإنشاء، وبالموازاة مع ذلك استفاد ما لا يقل عن 1525 شابا من دعم تقني في مرحلة ما بعد إنشاء المشاريع، باستثمار إجمالي بلغ 247 مليون درهم، 53 بالمئة منه تحملته المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.
كما يواكب البرنامج تطوير سلاسل القيمة ذات الإمكانات العالية للتشغيل، وذلك بهدف تقديم المساعدة والدعم للتعاونيات، والمجموعات ذات النفع الاقتصادي، وللمقاولات الصغرى والصغيرة والمتوسطة بالجهة.
ومن سلاسل القيمة التسع ذات الأولوية التي تم تحديدها عقب إجراء دراسة موجهة خصيصا لهذا الغرض، استفاد ما لا يقل عن 154 مستفيدا من الدعم التقني المقترح، وتم استثمار 44 مليون درهم، 59 بالمئة منه وفرته المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.
وتمكن تروتسنبرغ، خلال هذه الزيارة، من إجراء تبادل مع الشباب المستفيدين من مختلف مكونات البرنامج، وتابع شهادات واكتشف عن كثب النجاحات في مجال المقاولة، التي مكن هذا البرنامج الضخم من تحقيقها، خلال الثلاث سنوات الأخيرة.
من جانبهم، رحب شباب حاملون لمشاريع، في تصريحات لقناة (إم 24)، بحرارة، بمساهمة هذا البرنامج، من خلال مختلف مكوناته، والذي مكنهم من تحسين ولوجهم إلى الفرص الاقتصادية والتشغيل بجهة مراكش – آسفي.