ينطبق على مدينة الجديدة المثل القائل بأن ماضيها خير من حاضرها، حيث لا يمكن لمتجول في هذه المدينة إلا أن يلاحظ الخراب الذي طال العديد من مآثرها، والاهمال الذي أتى على حدائقها، وعلى رأسها حديقة محمد الخامس.
هذا وأصبحت حديقة الملوك الثلاثة التي انقضى عن تشييدها قرن وعقد من الزمن خربة وفضاء أجرد، ومرتعا للمتسولين، بل ومكبا للنفايات، وسط اهمال كبير من السلطات المحلية.
فبعد أن كانت هذه الحديقة من ضمن أفضل الحدائق المغربية، كونها كانت تضم انواعا كثيرة من الاشجار والازهار، أصبحت الآن حديقة جرداء، إلا أن أحد جدرانها يرفض الانصياع لما آلت إليه، ولا زال يحمل لوحة برونزية تعود إلى سنة 1913، كتب عليها ” مزاغان يجب أن تكون دوفيل المغرب” (Mazagan doit être le deauville marocain)، ما يدل على المكانة المتميزة التي كانت تحظى بها وقتئذ، لدى المستعمرين قبل أن يطالها الإهمال.