الانتقال الأخضر.. تسليط الضوء على الإمكانات والفرص الاقتصادية للمغرب

سلط خبراء، أمس الثلاثاء بسلا، الضوء على الإمكانات والفرص التي يزخر بها المغرب في مجال الانتقال الأخضر، وذلك خلال النسخة الأولى لندوة “Policy Lab” حول الانتقال الاقتصادي الأخضر.

وتميزت هذه الندوة، التي نظمتها الوكالة الألمانية للتعاون الدولي بالمغرب بشراكة مع المركز الدولي الحسن الثاني للتكوين في مجال البيئة، تحت شعار “الكفاءات والفرص الاقتصادية من أجل انتقال أخضر بالمغرب”، بعدد من الورشات المخصصة للتعريف بالممارسات الفضلى وأوجه التآزر المحتملة لتنزيل الاستراتيجيات الكفيلة بضمان انتقال أخضر ناجع.

كما شكلت مناسبة لتحفيز مسلسل مواكبة الفاعلين في القطاعين العام والخاص والمجتمع المدني لدعم المهارات الخضراء المطلوبة لتعزيز الانتقال إلى اقتصاد أخضر وعادل بالمغرب، انطلاقا من الرؤية الاستراتيجية المتبصرة والمنسجمة مع التوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، ولا سيما من خلال السياسات والاستراتيجيات القطاعية من قبيل المخطط الوطني للمناخ 2020-2030، والاستراتيجية المغربية للغابات 2020-2030، والمخطط الوطني للماء، وكذا النموذج التنموي الجديد في أفق سنة 2035.

وفي كلمة بالمناسبة، أكد الأستاذ في كلية العلوم بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، محمد الطاهري، على أهمية الطاقات الخضراء في تحقيق التنمية المستدامة، مشددا على ضرورة اللجوء إلى التكنولوجيات الجديدة المتعلقة بالكتلة الحيوية والطاقتين الشمسية والريحية بهدف ضمان انتقال أخضر ناجح.

وأشار الطاهري، وهو مستشار دولي أيضا، إلى الرهانات التي تؤخر هذا الانتقال الأخضر في العالم، على غرار العولمة والتغيرات الديموغرافية وتغير المناخ، مبرزا أنه من الضروري مواجهة عدم المساواة واعتماد توزيع أفضل للثروات.

من جهته، قال الأمين العام لفيدرالية النقل واللوجستيك ورئيس جمعية منظمي عمليات النقل الدولي بالمغرب، رشيد الطاهري، إن النقل البري يعد من المصادر التي تنبعث منها الغازات المسببة للاحتباس الحراري، داعيا إلى البحث عن بدائل، والمراهنة على التكنولوجيات التي من شأنها تقليص هذه الانبعاثات الضارة وتسهيل الانتقال إلى اقتصاد أكثر احتراما للبيئة.

وأضاف أنه يتم توفير دورات تكوينية ووحدات لفائدة مهنيي النقل البري من أجل النهوض بثقافة صديقة للبيئة، وذلك مع التركيز بالأساس على حماية البيئة والقيادة البيئية من أجل الإسهام في إضفاء الطابع الأخضر على قطاع النقل.

وفي هذا السياق، قالت مديرة المشروع البيئي بالشركة الوطنية للطرق السيارة بالمغرب، نورا الندام، إن الشركة تنجز دراسات الأثر على البيئة وتنفذ المعايير البيئية المطبقة على مختلف الأنشطة، لا سيما مياه الصرف الصحي وتصريف المواد الخطرة.

من جانبها، سلطت رئيسة قسم هندسة التكوين بالمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، سميرة العمراني، الضوء على أهمية إدراج الصرف الصحي المستدام في التكوين المهني والمستمر، من خلال ربط الباحثين عن عمل بالمشغلين المحتملين، مسجلة أن الأولوية التي يتم إيلاؤها لبلورة مرجع للتكوين، يجمع شتى المواضيع المتعلقة بالماء الشروب والصرف الصحي وحوسبته أمر بالغ الأهمية من أجل تيسير الولوج إلى النظام المرجعي والنهوض بالمهن الخضراء.

وقد تمحورت هذه الندوة، التي عرفت أيضا مشاركة رجال أعمال ومؤسسي تعاونيات ومهندسين وأعضاء جمعيات، حول ثلاثة محاور تشمل “المهارات الخضراء.. فهم رهانات الأعمال وكفاءات الانتقال البيئي”، و”الأعمال الصديقة للبيئة.. التحديات والفرص”، و”التمويل الأخضر للمقاولات الصغيرة والمتوسطة بالمغرب.. التحديات والفرص”.

وفي إطار شراكة طويلة الأمد، تقوم البلدان الشريكة للمغرب، ولا سيما جمهورية ألمانيا الاتحادية، بمواكبة ودعم جهود المغرب لتحقيق الانتقال الأخضر من خلال العديد من المشاريع والمبادرات. وتدمج مشاريع الوكالة الألمانية للتعاون الدولي بالمغرب، بشكل منتظم، هذا البعد في مختلف مراحل دورة المشروع؛ من بلورته إلى رسملته.

وفي هذا الإطار، تم تشكيل فريق عمل متخصص في موضوع الانتقال الأخضر لمواكبة المشاريع، وتحديد الفرص المستقبلية لمواكبة الشركاء من القطاعين العام والخاص في المغرب، وذلك بطريقة متناغمة، فضلا عن خلق تآزر ملموس مع المبادرات المماثلة على المستوى الوطني.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.