دعوات للاستقالة ومطالب بالتغيير بعد الإخفاق المغربي في الأولمبياد

أثار الأداء المتواضع للمغرب في أولمبياد باريس 2024 استياءً واسعًا بين الجمهور والمحللين الرياضيين، فبعد الاستثمارات الضخمة التي تم ضخها في الرياضة المغربية، كانت الآمال معقودة على حصد عدد أكبر من الميداليات، إلا أن النتيجة جاءت مخيبة للآمال، حيث اقتصر الحصاد على ميداليتين فقط: ذهبية للبطل سفيان البقالي وبرونزية للمنتخب الوطني.

هذا الإخفاق دفع العديد من النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي للمطالبة باستقالات جماعية لرؤساء الجامعات الرياضية؛ ومن بين هؤلاء، شفيق الكتاني، رئيس الجامعة الملكية المغربية للجيدو وفنون الحرب المشابهة، الذي تراكمت تحت قيادته إخفاقات على مدار ثلاث ولايات متتالية منذ توليه المنصب عام 2013.

تاريخ طويل من الفشل الأولمبي

على الرغم من مشاركة المغرب في الألعاب الأولمبية منذ عام 1972 في ميونخ، إلا أن رياضة الجيدو المغربية لم تتمكن حتى الآن من تحقيق أي ميدالية أولمبية.

شفيق الكتاني، الذي تولى رئاسة الجامعة الملكية المغربية للجيدو عام 2013، كان يهدف إلى تحقيق إنجاز أولمبي، لكن بعد ثلاث مشاركات أولمبية، ظل هذا الحلم بعيد المنال.

بدأت المشاركة الأولمبية في عهد الكتاني في دورة ريو دي جانيرو 2016، حيث شارك ثلاثة لاعبين مغاربة هم عماد باسو، غزلان الزواق، وأسماء نيانغ، لكنهم فشلوا جميعا في تحقيق أي ميدالية.

وفي دورة طوكيو 2020، شاركت أسماء نيانغ وسميرة إيراوي، إلا أن النتيجة كانت مشابهة. أما في دورة باريس 2024، فقد شهدت الرياضة المغربية خروجًا محبطًا للثلاثي عبد الرحمان بوسحيتة، سميرة إيراوي، وأشرف مطيع دون أي إنجاز يذكر.

مطالب بالتغيير والإصلاح

رغم هذه الإخفاقات المتتالية على الساحة الدولية، استمر شفيق الكتاني على رأس الجامعة الملكية المغربية للجيدو، بل وتم تجديد ولايته للمرة الثالثة في عام 2021 بتأييد كامل من العصب الجهوية والجمعيات المعنية، ومع ذلك، فإن استمرار الفشل قد يدفع بالمطالبات الشعبية للإطاحة به.

وعبرت الجماهير المغربية عن سخطها الكبير من النتائج الهزيلة التي تحققت في أولمبياد باريس 2024، حيث أكد الكثيرون بأن الوقت قد حان لإحداث تغيير جذري في القيادات الرياضية، لضمان عدم تكرار مثل هذه الإخفاقات في المستقبل.

في خضم هذه الانتقادات، يبقى السؤال المطروح: هل ستكون هذه الدعوات كافية لدفع المسؤولين نحو إجراء التغييرات الضرورية، أم ستظل الرياضة المغربية عالقة في دوامة الفشل الأولمبي؟ فقط الزمن كفيل بالإجابة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.