قالت منظمة الأمم المتحدة إن قافلة مساعدات ثانية تابعة لها قد وصلت إلى شمال غرب سوريا أمس الجمعة لمساعدة ضحايا الزلزال المأساوي الذي لا تزال آثاره تتكشف، وقالت إن العاملين في المجال الإنساني حذروا من الحاجة إلى المزيد من المساعدة المنقذة للحياة، وبسرعة أكبر.
وأشارت المنظمة في بلاغ على موقعها الرسمي إلى أن 14 شاحنة عبرت إلى المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في سوريا من تركيا عبر باب الهوى، والمعبر الوحيد الذي أذن به مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لتسليم المساعدات.
وكان مجلس الأمن قد قرر، في قراره رقم 2672 الصادر في 9 يناير 2023، تمديد العمل بإجراءات أقرها في قراره 2165 لعام 2014 بشأن توصيل المساعدات عبر معبر باب الهوى الحدودي فقط، لمدة ستة أشهر حتى 10 يوليوز.
وتأكيدا على النداءات الدولية المتزايدة للوصول بشكل أسرع وأسهل إلى شمال غرب سوريا عبر طرق جديدة، قال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة إنه مستعد لنقل الإمدادات إلى هناك، على الرغم من تضرر الطرق بسبب زلزال يوم الاثنين.
وقالت المديرة الإقليمية لبرنامج الأغذية العالمي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأوروبا الشرقية كورينا فلايشر : “إن ذلك يبطئ عملياتنا لإيصال المساعدة. نحتاج إلى أن نكون قادرين على عبور الحدود، نحتاج إلى أن يكون مسؤولو الجمارك هناك بأعداد كافية. نحتاج إلى أن تقوم جميع الأطراف بالشيء الصحيح الآن”.
وأكدّت مسؤولة برنامج الأغذية العالمي على ضرورة استئناف عمليات إيصال المساعدات عبر خطوط النزاع وتسريعها من المناطق التي تسيطر عليها الحكومة إلى مناطق المعارضة، موضحة أن 90 في المائة من الناس في الشمال الغربي يعتمدون على المساعدات الإنسانية.
وقالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن المخزونات الجاهزة التي تم توفيرها من خلال عمليات التسليم عبر الخطوط التي تم نقلها قبل الزلازل يتم توزيعها بالفعل، مضيفة أنها تأمل في أن يسمح اتفاق مع الحكومة “بوصول سريع ومنتظم” إلى الشمال الغربي.
وقالت المسؤولة في برنامج الأغذية العالمي كورينا فلايشر: “مخزوناتنا تنفد ونحتاج إلى حق الوصول لجلب مخزونات جديدة”، مشيرة إلى دعوات لإعادة فتح المعبر في باب السلام – إلى شمال غرب سوريا أيضا.
وأفادت بأنه في الأيام الأربعة الأولى منذ الزلزال المميت الذي ضرب المنطقة، قدم برنامج الأغذية العالمي مساعدات غذائية إلى 115 ألف شخص في سوريا وتركيا.
وقد ارتفع عدد الضحايا في سوريا التي عانت من تداعيات الزلزال المروع، لاسيما في محافظات حلب وإدلب واللاذقية وحماة وطرطوس،إلى أكثر من 3000 قتيل و4000 مصاب، مع صعوبة تحديد الأرقام الفعلية للضحايا نظرا للظروف الصعبة التي تعيشها البلاد منذ أكثر من عقد من الزمن.