“في مونتفيديو عندما نفتح الصنابير لا تتدفق المياه”، هذه الجملة المقتضبة التي قالها يوم أمس الأحد الرئيس الأرجنتيني ألبرتو فرنانديز تسببت في استياء عميق في الأوروغواي، حيث اتهم العديد من المسؤولين رئيس الأرجنتين بإطلاق “أكاذيب” حول الوضع في بلادهم.
ويأتي هذا الاستياء بعد أن رفضت الأوروغواي الأسبوع الماضي المساعدة اللوجستية التي قدمها ألبرتو فرنانديز إلى نظيره الأوروغوياني لويس لاكايي بو ، للتخفيف من ندرة المياه في البلد المجاور.
كما يأتي ذلك في ظل أزمة صامتة بين البلدين بسبب تهديدات الأوروغواي بمغادرة السوق المشتركة الجنوبية (ميركوسور) إذا ظل هذا التكتل منغلق ا أمام دول أو تكتلات اقتصادية أخرى.
واستخدم الرئيس الأرجنتيني مثال الأوروغواي وأزمة المياه في منطقة العاصمة مونتيفيديو لتوضيح آثار تغير المناخ.
و ردت السناتورة، غراسييلا بيانتشي، بكون تصريحات فيرنانديز “أكاذيب دولية” واحتجت على ذلك بقولها “قال في خطاب له إنه لا توجد مياه تتدفق من الصنابير في الأوروغواي. أنه اشمئزاز دولي أيضا”.
ومن جهته، أوضح المدير الوطني للاتصالات، غوزمان أكوستا إي لارا ، “أننا نواجه موقف ا صعب ا بسبب الجفاف التاريخي ، ولكن في الوقت الحالي لا تزال المياه تتدفق. وبدلا من الكذب علن ا ، يجب على ألبرتو فرنانديز أن يعتني بالأرجنتين ، البلد الغارق بشكل متزايد في الجوع والفقر “.
وتواجه الأوروغواي نقص ا غير مسبوق في مياه الشرب ، تفاقم بسبب أسوأ موجة جفاف منذ سبعة عقود ، وقد أعلنت سلطات هذا البلد “حالة طوارئ” مائية في العاصمة ، حيث يعيش نصف سكان البلاد البالغ عددهم نحو 3 ملايين نسمة.
في عرض الدعم الذي قدمته الأرجنتين الأسبوع الماضي ، اقترحت إقامة محطة متنقلة لمعالجة المياه بإنتاج 1700 كيس بنصف لتر في الساعة ، بالإضافة إلى تعبئة عمال لتشغيل الوحدة.
كما عرضت على الأوروغواي سفينة تابعة للبحرية الأرجنتينية ، مزودة بخزان مياه بسعة 300 طن ، حسب ما أفادت به وكالة الأنباء الأرجنتينية “تيلام” ، نقلا عن مصادر بوزارة الخارجية.
و تفاقمت ندرة مياه الشرب في الأوروغواي مطلع الأسبوع الماضي بعد أن نشرت رئاسة الجمهورية أرقام ا مقلقة على مستوى السد الرئيسي الذي يغذي العاصمة مونتيفيديو، والذي باتت حقينته لا تتجاوز 2 بالمائة.
وبحسب رئاسة الأوروغواي ، فإن الاستهلاك اليومي لمياه الشرب من قبل سكان العاصمة يصل إلى أكثر من 504 آلاف متر مكعب ، في حين أن خزان سد باسو سيفيرينو ، المصدر الرئيسي لتزود العاصمة بالمياه يحتوي فقط على 1.1 مليون متر مكعب.