استشهاد يحيى السنوار: قائد في المقاومة ورمز للثبات

في تطور جديد على الساحة الفلسطينية، أعلنت حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، اليوم الجمعة، استشهاد رئيس مكتبها السياسي، يحيى السنوار، خلال اشتباكه مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة.

السنوار: رحلة كفاح من السجن إلى الاستشهاد

يحيى السنوار لم يكن مجرد قائد عابر في حركة حماس، بل كان رمزا للصمود والمقاومة، وشخصية استطاعت تحويل ألم الاعتقال إلى قوة دفع للمضي في مسار المقاومة.

وبعد سنوات من الاعتقال في السجون الإسرائيلية، خرج السنوار ليستأنف نضاله، وهو يحمل في قلبه إيمانا راسخا بضرورة تحرير الأرض وبناء الدولة الفلسطينية على كامل التراب الوطني، وخلال السنوات الأخيرة، كان له دور محوري في إعادة تشكيل منظومة المقاومة، خاصة في ظل الحصار المفروض على قطاع غزة.

في كلمة متلفزة عقب الإعلان عن استشهاده، أشار خليل الحية، القيادي البارز في حماس، إلى أن السنوار ظلّ يقدم عطاءه بلا كلل حتى لحظة استشهاده، مؤمناً بأن “طوفان الأقصى العظيم” هو الطريق نحو التحرير.

الطريق إلى التحرير: بين المقاومة والسياسة

يحيى السنوار، بصفته رئيس المكتب السياسي لحماس في غزة، كان يدرك جيدا أن المعركة مع الاحتلال لا تقتصر على الجانب العسكري فقط، بل تشمل أيضا أبعادا سياسية، اقتصادية، وإنسانية، لكنه آمن بأن المقاومة المسلحة هي السبيل الأبرز لتحقيق التوازن في مواجهة قوة الاحتلال الهائلة، ورغم التحديات الكبيرة التي واجهها القطاع من حصار وتجويع واعتداءات متكررة، كان السنوار متمسكا بخيار المقاومة حتى تحرير الأرض وبناء الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.

هذه الرؤية لم تكن وليدة اللحظة، بل هي جزء من مشروع طويل الأمد لحركة حماس، التي ترى في المقاومة الطريق الوحيد لتحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني، ورغم الضغوط الدولية والإقليمية، لم يفرط السنوار في ثوابت الحركة، بل واصل دعمه للقوى الوطنية والشعبية في مواجهة الاحتلال.

الاستشهاد والقضية: هل تتغير المعادلة؟

رحيل يحيى السنوار، رغم تأثيره الكبير على الحركة، لن يكون نهاية للمقاومة، بل قد يشكل بداية مرحلة جديدة من الصراع. فحماس، التي خبرت العمل تحت أصعب الظروف، قادرة على المضي قدماً في قيادة الشعب الفلسطيني نحو التحرير، واستشهاد السنوار قد يعيد تشكيل قواعد اللعبة في غزة، وربما يعزز من تمسك الحركة بخيار المقاومة المسلحة، ويزيد من زخم العمليات العسكرية في المرحلة القادمة.

الشارع الفلسطيني الذي اعتاد على تقديم التضحيات الكبيرة، يدرك أن رحيل قائد بحجم السنوار هو جزء من مسار طويل من النضال، فكلما ارتقى قائد، تولّد آخر يحمل الراية، ويواصل الطريق نحو التحرير.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.