اختتمت مساء أمس الأحد بمدينة أيت أورير (إقليم الحوز)، فعاليات النسخة الأولى من المهرجان الوطني للثقافة الأمازيغية الذي يعد احتفاء بالتراث الأمازيغي الغني والعريق.
وعرفت هذه التظاهرة التي أ قيمت تحت شعار “الثقافة الأمازيغية.. هوية وحضارة”، مشاركة حوالي 19 فرقة تراثية تمثل مختلف الألوان الفنية التراثية والفنون المشهدية الأمازيغية محليا ووطنيا، إلى جانب ثلة من نجوم الأغنية الأمازيغية.
ون ظم هذا المهرجان الذي يطمح إلى أن يشكل موعدا سنويا متميزا للثقافة الأمازيغية في مختلف تجلياتها، على مدى ثلاثة أيام من قبل وزارة الشباب والثقافة والتواصل -قطاع الثقافة- بتعاون مع عمالة إقليم الحوز والمجلس الإقليمي والمجلس الجماعي لأيت أورير.
وتأتي هذه التظاهرة الرامية إلى تسليط الضوء على الثقافة الأمازيغية، ترسيخا للتوجهات الكبرى للوزارة الهادفة إلى حماية الموروث الفني الوطني وتثمين ما يزخر به من مقومات تراثية أصيلة تنهل من نبع الهوية المغربية العريقة وروافدها الحضارية الأمازيغية الممتدة، ومن أجل إبراز المؤهلات الثقافية والتراثية والحضارية بالجهة عموما، وبإقليم الحوز خصوصا.
وتسعى الوزارة من خلال هذا المهرجان الثقافي إلى المساهمة في إرساء أسس فعل ثقافي فعال ومنتج يساهم في الحفاظ على الموروث الوطني واستشراف آفاق مستقبلية واعدة قائمة على مرتكزات الحق الثقافي والتنمية المحلية الشاملة.
كما يتعلق الأمر بصيانة التراث الأمازيغي وتثمينه ليساهم في منظومة التنمية الاقتصادية والاجتماعية والمجالية المندمجة، وتنشيط السياحة الثقافية الوطنية والجهوية وربط الانسان بتراثه الحضاري الزاخر، وإحياء الذاكرة التاريخية للأمة بما يقوي الانتماء للوطن.
ويعتبر المهرجان فرصة لإبراز قوة الإشعاع الفكري والإبداع المادي واللامادي للثقافة الأمازيغية، والاهتمام بمكونات التراث الفني الأمازيغي بحثا وتوثيقا، والاعتناء بالمواهب والطاقات الشابة في مجال الأغنية الأمازيغية.
وتميزت السهرة الختامية للمهرجان ببرمجة عدد من العروض الفنية قدمتها مجموعات موسيقية ساهمت بشكل كبير في اشعاع الثقافة الأمازيغية وتعزيز مكانتها على الساحة الوطنية كمكون أساسي للهوية الوطنية الموحدة والمتعددة.
واستمتع جمهور المهرجان من ساكنة مدينة أيت أورير وزائريها بالأداء المتميز لمجموعات تعاقبت على الصعود للمنصة، كمجموعة “حمادات سيدي بدهاج” و”أحواش أطلس اغمات” وفرقة “تيبا باجين” وفرقة “أحواش أنمار أشك” ومجموعة “شباب أحواش إثران الحوز” إلى جانب الفنان حميد المراكشي.
ومن أقوى لحظات السهرة الفنية الختامية، صعود الفنان الشاب المختص في فن “الركادة”، رابح ماريواري، والذي أتحف الجمهور الحاضر بباقات موسيقية من ريبرتواره الموسيقي الغني والمتنوع.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أشاد المكلف بالتواصل والإعلام بالمديرية الجهوية للثقافة بجهة مراكش آسفي، حسن البوهي، بتنظيم هذا المهرجان الذي تضمن برمجة غنية ومتنوعة اشتملت على وصلات موسيقية وعروض فنية تمتح من التراث الوطني والهوية المغربية.
وأشار إلى أن هذه التظاهرة التي أ قيمت على مدى ثلاثة أيام كانت أيضا غنية بالأنشطة الموازية، ضمنها معرض للفنون التشكيلية حول تيمة الثقافة الأمازيغية والهوية، وآخر للكتاب الأمازيغي، ومعرض ثالث حول الزي التقليدي الأمازيغي، مبرزا أن هذه الأنشطة تصب في تثمين الموروث الوطني وصيانته والنهوض به.
ولفت إلى أن المهرجان يأتي في إطار تنزيل التوجهات الكبرى لوزارة الشباب والثقافة الرامية إلى تثمين الموروث الحضاري المغربي واذكاء الوعي بالثقافة الأمازيغية وروافدها الحضارية.
وتميزت الدورة الأولى من المهرجان الوطني للثقافة الأمازيغية بتكريم الفنانة الأمازيغية، عيشة باباج، التي عملت في المجال الفني منذ أوائل التسعينات حيث كونت فرقة متمرسة في مجال “اللعابات”، تفردت بالأغاني الأمازيغية بكل أنواعها، وذلك نظير مشاركاتها المتميزة طيلة مسارها الفني الحافل بالعطاء، ومساهماتها الفعالة في الحفاظ على التراث الفني الأمازيغي وضمان استمراريته.
وفضلا عن السهرات الفنية التي أحياها ثلة من نجوم الأغنية الأمازيغية كالفنانة عائشة تاشنويت، والفنان مصطفى أومكيل وحميد المراكشي ورابح ماريواري، اشتمل برنامج هذه التظاهرة على ندوة علمية سلطت الضوء على الخصوصية الحضارية للثقافة الأمازيغية وآفاق استثمار إمكاناتها في التنمية المستدامة بمدينة أيت أورير، بمشاركة ثلة من الأساتذة المتخصصين، فضلا عن اقامة معرض للفنون التشكيلية وآخر حول اللباس التقليدي، بالإضافة إلى معرض ثالث حول الكتاب الأمازيغي يروم التعريف بأهم الإصدارات الناطقة بالأمازيغية وأهم ما تم تحقيقه في هذا المجال.