اختتمت الجمعة بعرصة مولاي عبد السلام، فعاليات الدورة الثالثة لمهرجان مراكش للفيلم القصير، بإقامة حفل توزيع الجوائز على المتوجين في هذا الموعد المتميز في مجال الفن السابع.
وشكلت هذه الأمسية، التي عرفت حضور عدة شخصيات من آفاق مختلفة، مناسبة للجنة تحكيم هذه الدورة لتكريم الموهبة السينمائية المغربية بتتويج أربعة أفلام استثنائية، إلى جانب المخرج المغربي منير عبار بجائزة أفضل مخرج عن فيلمه “الطريق”.
وعادت جائزة أحسن فيلم ل”seminal animals” لمخرجه كريم السويسي، وجائزة أفضل ممثل لعبد الغني الصناك عن دوره المتميز في فيلم “التضحية” لمخرجه أيوب بودادي.
وعرف المهرجان تقديم فيلمين قصيرين لمخرجين مغربيين شابين في إطار “low budget film”، لتسليط الضوء على المؤهلات الإبداعية للأجيال الصاعدة.
كما أتاحت النسخة الثالثة من هذه التظاهرة الفرصة لتنظيم حصص للتوعية بشراكة مع “save cinéma Morocco “، وذلك بهدف اطلاع الجمهور على أهمية قاعات السينما المهجورة بمراكش وتحسيسه بضرورة صيانتها.
وفي تصريح للصحافة، أبرزت مديرة المهرجان، رامية بلعادل، أن حفل تسليم الجوائز يأتي ليتوج ثمانية أيام من اللقاءات والموائد المستديرة والحوارات مع المخرجين والممثلين ومهنيي السينما.
وقالت “لقد أبرمنا شراكات مع منتجين ومخرجين ودور سينما، ونحن متحمسون للغاية لاحتضان الدورة المقبلة من هذا المهرجان”.
ومن أقوى لحظات المهرجان، برمجة سلسلة من الورشات التكوينية والحوارات والنقاشات المثمرة بين المخرجين وضيوف الشرف، والتي تمحورت حول الفيلم القصير والصناعة السينمائية والاستراتيجيات الرامية إلى تطوير صناعة الأفلام القصيرة بالمغرب.
وبحسب المنظمين، فإن مهرجان مراكش للفيلم القصير وانطلاقا من النجاح الذي حققه، أتاح أيضا إرساء شراكات محلية ودولية بخصوص دورته الرابعة.
وفي هذا الإطار، تم اختيار المهرجان كشريك لبرنامج “something Else Biennale “، ليتيح الفرصة لتقديم أفلام الدورات السابقة للجمهور المصري بالقاهرة. كما دشن المهرجان تعاونا جديدا مع “Made Solutions” وهي شركة متخصصة في توزيع الأفلام بالشرق الأوسط، حيث يعد هذا التعاون بتعزيز أكثر لمكانة وتأثير المهرجان بالمنطقة.
وتهدف هذه التظاهرة الفنية، التي أقيمت على مدى ثمانية أيام، إلى تشجيع إنتاج أفلام فنية تجريبية ومبتكرة من خلال العمل مع مخرجين شباب موهوبين، كما تسعى إلى أن تكون منصة مخصصة لصناعة الأفلام القصيرة ودعم الشباب المخرجين والمحترفين في مجال السينما.
واحتفت النسخة الثالثة من المهرجان بدولة بولونيا كضيفة شرف، حيث تم عرض مجموعة مختارة من الأفلام المرشحة من طرف استوديو “Munk”، الذي يعمل تحت يافطة جمعية صانعي الأفلام البولونيين منذ سنة 2008، والتي أنشئت للتركيز على إنتاج الأفلام الأولى للمخرجين.
وقال سفير جمهورية بولونيا بالمغرب، كرزيسزتوف كارفوفسكي، في تصريح للصحافة، “أنا سعيد للغاية بحضور هذا الحدث، خاصة وأن بولونيا هي ضيفة الشرف”، معربا عن أمله في أن يتعزز هذا التعاون أكثر في السنوات المقبلة.
من جانبه، عبر مخرج فيلم “الفستان” تاديوش ليسياكدو، عن سعادته لتقديم فيلمه لعشاق الفن السابع بمراكش، وتمكنه من الالتقاء بالجمهور وتقاسم مسيرته السينمائية معهم.
وقال ” أشكر منظمي المهرجان والجمهور المغربي على هذه التجربة الجميلة التي ستبقى محفورة في ذاكرتي إلى الأبد”.
وضمت قائمة المهرجان 13 فيلما، من بينها سبعة في المنافسة، بمشاركة مخرجين وممثلين مشهورين مثل عبد الغني الصناك، وكريم سويسي، ومنير عبار، وعبد اللطيف شوقي، وفهد بنشمسي.
وضمت لجنة التحكيم، برئاسة المخرج المغربي نور الدين الخماري، المنتجة والمخرجة رشيدة ساعدي، والممثلة نسرين الراضي.