تنظم جمعية “أمازيغ صنهاجة الريف”، يومي الجمعة والسبت بمدينة طنجة، فعاليات الدورة التاسعة من مهرجان “باشيخ” ، الذي يحتفي بالنسبة الأمازيغية الجديدة.
وافتتح المهرجان، بحضور ثلة من المتابعين والمهتمين، بتدشين معرض تشكيلي للفنانين هدى الخمليشي وهشام الموتغى ووحيد الحبيب، وفضاءين للمنتوجات والكتب حول الأمازيغية، وبعروض فلكلورية بديعة من فن “الهيت” ذي الإيقاعات الجبلية القوية، حيث أبدعت إحدى الفرق التراثية القادمة من منطقة “صنهاجة سراير” في إمتاع الجمهور بأهازيجها وموسيقاها المستوحاة من التراث الشعبي المحلي.
وتزامن هذا العرض مع إحياء تقليد “باشيخ”، الذي يحمل أسماء من قبيل “بيلماون” و”بوجلود” وبوهيدورا” و”أيراد” في مناطق مغربية أخرى، والذي كان تقليدا متجذرا في منطقة “صنهاجة سراير” بشمال المغرب، ويتم الاحتفال به على مدى أسبوع كامل تزامنا مع رأس السنة الأمازيغية أو السنة الفلاحية.
ويعتبر تقليد “باشيخ” رمزا للتفاؤل بسنة فلاحية خصبة، حيث على إيقاعات الهيت والرقصات الرشيقة، يوزع “باشيخ” على الحاضرين مكسرات وفواكه جافة أملا في حصاد وفير مع نهاية العام.
وأشار شريف أدرداك، مدير مهرجان “باشيخ” للسنة الأمازيغية، الى أن هذه التظاهرة عادت من جديد بعد توقف دام دورتين بسبب جائحة فيروس كورونا، موضحا أن البرنامج يضم فقرات فنية وتراثية وعلمية، بحضور شخصية “باشيخ” وإيقاعات فن “الهيت” الصنهاجي، إلى جانب معرض للكتب الأمازيغية ومعرض للفن التشكيلي، وأكلة “الحاكوز” التي تعتبر أكلة تقليدية وتراثية موروثة عن الأجداد.
بخصوص الجانب العلمي، أشار، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إلى أن الندوة الرئيسية للمهرجان المنعقد تحت شعار “الأندلس جنة التلاقح الثقافي الموري الإيبيري”، ستتطرق إلى مساهمة الأمازيغ في بناء حضارة الأندلس، مبرزا أن اختيار الموضوع جاء لاعتبارين إثنين يتمثلان في عودة الدفء للعلاقات المغربية الإسبانية ولتصحيح الخطأ الشائع عن مساهمة الأمازيغ في بناء هذه الحضارة.
وتابع بأنه من الخطأ الاعتقاد بأنه بالأندلس كان يتواجد فيها العرب فقط، بل هي كانت مهدا لحضارة بناها الأمازيغ والعرب المسلمون واليهود والمسيحيون، إذ كانت بمثابة بوتقة تنصهر فيها أعراق وديانات، معتبرا أن هذا التلاقح كان هو “السر في بناء هذه الحضارة التي ساهمت بعد ذلك في تطور حضارات إنسانية أخرى بالعالم”.
وتطرق باحثون، من المغرب وإسبانيا وفرنسا، خلال الندوة ، إلى الزخم السياسي التاريخي الوازن للأمازيغ والذي خلف أثرا ثقافيا واجتماعيا لا يمكن نكرانه بالاندلس، إذ ساهموا على مدى 8 قرون في إغناء الحضارة الأندلسية، متوقفين عند مساهمات الأمازيغ سياسيا وعسكريا، و عند المظاهر الفكرية والثقافية للأمازيغ بالأندلس، إلى جانب الطوبونيمية الأمازيغية والمآثر العمرانية الأمازيغية بالأندلس، والعلاقات الاجتماعية والاقتصادية للمغاربة بالأندلس.
ويضم البرنامج ندوة علمية ثانية حول “التشكيلات اللغوية الأمازيغية لمنطقة سراير”، والتي تتوقف ،من خلال دراسة ميدانية ، عند مختلف النقاط المشتركة بين 7 لهجات سائدة بالمنطقة.