ابن جرير.. كفاءات من مغاربة العالم تشارك في مناقشة إشكالية تدبير ندرة المياه بالمغرب

التأم، أمس الجمعة، بجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية بابن جرير، خبراء مغاربة، من داخل المملكة وخارجها، قصد بلورة مقترحات من شأنها أن تساهم في إرساء حكامة جيدة في تدبير موارد المياه، وتحقيق الأمن الغذائي والمائي بالمغرب.

ودعا المشاركون في مؤتمر علمي نظم بشراكة بين مجلس الجالية المغربية بالخارج، وجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، حول “حكامة المياه وتدبير الندرة: التحديات والأولويات”، إلى إشراك الكفاءات المغربية المقيمة بالخارج في النقاشات العمومية المتعلقة بالقضايا الكبرى، وبانشغالات المواطنين، وإدماجهم في كافة الأوراش التنموية.

كما دعا المتدخلون، ومن بينهم مسؤولون مغاربة، وباحثون وخبراء في منظمات إقليمية ودولية تعنى بالماء، وبالتغيرات المناخية والطاقات المتجددة، إلى الاستفادة من خبرة الكفاءات المغربية المقيمة بالخارج، والتي بامكانها اقتراح حلول مبتكرة لإشكالية ندرة الماء.

وقال الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج، عبد الله بوصوف، في كلمة خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، إن هذا اللقاء يندرج في إطار تفعيل التوجيهات الملكية السامية الواردة في خطاب ذكرى ثورة الملك والشعب، والمتعلقة بمواكبة الكفاءات والمواهب المغربية بالخارج، ودعم مبادراتها، ومشاريعها، وكذا في إطار التفاعل مع التوجيهات الملكية السامية بخصوص معالجة إشكالية الماء، ومواجهة حالة الإجهاد المائي الهيكلي التي تعرفها المملكة.

وشدد بوصوف، في هذا الإطار، على أهمية إحداث وكالة خاصة بالكفاءات المنحدرة من الهجرة المغربية، من أجل الاستفادة من خبراتها، تماشيا مع توصيات اللجنة الخاصة بالنموذج التنموي الجديد.

من جهته، أكد رئيس جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، هشام الهبطي، على الأهمية الكبيرة التي يوليها المغرب لقضية تدبير ندرة المياه، طبقا للتوجيهات الملكية السامية، مبرزا أن مؤسسة التعليم العالي هذه عملت، منذ افتتاحها، على الاستفادة من الكفاءات المغربية المقيمة بالخارج، التي تمثل نسبة 70 بالمئة من هيئة التدريس بها.

وأكد، في هذا السياق، أن جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية تضع الابتكار في صلب استراتيجيتها، وخاصة في الميادين ذات الأولوية، من قبيل تدبير الماء، كما يدل على ذلك إحداث معهد دولي لبحوث المياه، الذي ينفذ برامج داخل وبين التخصصات حول الرهانات المرتبطة بالماء وبالمناخ، بحرم جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية.

من جانبه، نوه عامل إقليم الرحامنة، عزيز بوينيان، بعقد هذا المؤتمر الدولي حول إشكالية ندرة المياه، خاصة وأنه جاء مباشرة بعد التوجيهات الملكية السامية الواردة في خطاب افتتاح الدورة الخريفية للبرلمان، مبرزا أن تدبير ندرة الماء بالمملكة يمر عبر النهوض بالابتكار والبحث العلمي.

وشدد بوينيان، في هذا السياق، على أهمية التفكير المستمر في إشكالية تدبير المياه، بالنظر إلى ارتباط موضوع الماء بمختلف ملفات التدبير الترابي.

بدوره، قال مدير المعهد الدولي لبحوث المياه، التابع لجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، عبد الغني الشهبوني، في تصريح لقناة (إم 24) التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن تدبير ندرة الماء بالمغرب يمر عبر الرفع من حجم المياه المتأتية من تحلية ماء البحر، وذلك من خلال النهوض بالابتكار، من أجل التقليص من الكلفة الطاقية لهذه التقنية، ومعالجة المياه العادمة، وإعادة استعمالها في الري، وترشيد الري، الذي يستهلك نسبة 87 بالمئة من مواردنا المائية، وتطوير تقنيات تعتمد على الاستشعار الفضائي، والذكاء الاصطناعي.

وناقش المشاركون في هذا المؤتمر العلمي مواضيع تتعلق، على الخصوص، ب”السياسات التنموية والموارد المائية”، و”حكامة المياه”، و”استعمال المياه غير التقليدية”، و”الأمن المائي والأمن الغذائي”، و”مساهمة كفاءات مغاربة العالم في مجالات المياه والتغيرات المناخية، ومواجهة حالة الإجهاد المائي في المغرب”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.