زار وفد من السفراء الأفارقة والعرب المعتمدين باسبانيا، أمس الثلاثاء، معرضا فريدا بعنوان “حول أعمدة هرقل.. العلاقات العريقة بين المغرب واسبانيا”، تنظمه المؤسسة الوطنية للمتاحف بالمتحف الأركيولوجي الوطني لمدريد.
ومكنت الزيارة التي تمت بمبادرة من سفارة المغرب باسبانيا، الدبلوماسيين الأفارقة والعرب من إعادة اكتشاف الجانب التاريخي والتراثي من الشراكة العريقة بين المملكتين، من خلال بعض المواد والمصنوعات التي تعرض لأول مرة.
وسافر الوفد عبر مسار غني بأبعاده الثقافية والدينية، انطلاقا من المستوطنات الفينيقية والبونيقية وصولا الى الفتح الاسلامي مرورا بالامبراطورية الرومانية.
وقال سفير الغابون في اسبانيا، عميد السفراء الأفارقة المعتمدين باسبانيا، باتريك أرثور موكالا، إن هذا المعرض مفخرة لافريقيا.
وأضاف موكالا في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء أنه من خلال هذا المعرض الاستثنائي، قام المغرب وإسبانيا بعمل ملموس لإعادة تنشيط شراكتهما وتعزيز تعاونهما.
وأشار الدبلوماسي الغابوني إلى أن المغرب هو ” صوت إفريقيا المعبر عن قضاياها في أوروبا، وخاصة في إسبانيا”، مشيرا إلى أن هذه الزيارة، التي تندرج في إطار أنشطة مجموعات السفراء الأفارقة والعرب في إسبانيا، أتاحت للدبلوماسيين المعتمدين لدى مدريد إعادة اكتشاف العلاقات الضاربة في التاريخ بين المملكتين الجارتين.
من جانبها، قالت مريم سي، سفيرة السنغال بإسبانيا “أهنئ المغرب وإسبانيا على هذه المبادرة، وأنا منبهرة بجودة وقيمة المعروضات المغربية في إسبانيا”.
وأشارت الدبلوماسية السنغالية إلى أن المغرب يتوفر على”ثروة مهمة” والبلدان الإفريقية مدعوة لتقاسمها وزيارتها.
بدورها، قالت سفيرة المغرب بإسبانيا، كريمة بنعيش، إن هذا المعرض، المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس والعاهل الإسباني، فيليبي السادس، والمفتوح أمام الجمهور إلى غاية 16 أكتوبر، يسلط الضوء على “التاريخ الاستثنائي الذي يربط المغرب وإسبانيا”.
وأبرزت أن المعرض يقدم مجموعة غنية ومتنوعة من 335 مادة وقطعة ثقافية، منها معروضات للمؤسسة الوطنية للمتاحف، نادرا ما ت عرض خارج المغرب، ومعروضات من المتحف الوطني الأثري الإسباني وكذا من المتحف الوطني ديل برادو.
وأضافت السفيرة أن الرحلة الثقافية، التي تم تصميمها في ستة أجزاء موضوعاتية وثيقة الصلة، تدعو الزوار إلى اكتشاف تطور العلاقات بين البلدين تدريجيا.
ويبرز المعرض علاقات الجوار بين المغرب وإسبانيا ويكشف عن هذا التاريخ العريق الممتد لآلاف السنين والمشترك بين المملكتين اللتين يفصلهما البحر الأبيض المتوسط وتقع كل منهما على ضفة مضيق جبل طارق.
كما يشهد معرض “حول أعمدة هرقل.. العلاقات العريقة بين المغرب واسبانيا” ” على ثراء تراث متفرد ومشترك على حد سواء ويؤكد الاعتراف المتبادل بين هذين البلدين ذوي الآفاق المشتركة.
ويشكل المعرض، كذلك، فرصة لمناقشة التعاون العلمي بين المغرب وإسبانيا في مجال علم الآثار.