أوطم يتفاعل مع فاجعة الحي الجامعي بوجدة وينتقد وضعية الأحياء الجامعية

تفاعل الاتحاد الوطني لطلبة المغرب مع الحادث المأساوي الذي أودى بحياة طالبين بالحي الجامعي بوجدة، قائلا إنه “يتابع بكل ألم وحزن وأسى منذ فجر يوم الاثنين 12 شتنبر الجاري، أطوار الفاجعة التي وقعت بالحي الجامعي بجامعة محمد الأول بوجدة، حيث اندلع في أحد أجنحته حريق هائل، خلف أضرارا جسيمة في صفوف الطلاب وممتلكاتهم، حيث أصيب أزيد من 24 طالبا بكسور وحروق متفاوتة الخطورة، ونقل أربعة منهم في حالة خطيرة إلى مستشفى ابن رشد بالبيضاء، توفي اثنان منهم متأثرين بحروقهما”.

وقال الاتحاد، في بيان له، أن “هذه الفاجعة تسلط الضوء على حجم الإهمال الممنهج الذي تتعرض له الأحياء الجامعية التي تضم الآلاف من الطلاب، خصوصا الحي التابع لجامعة محمد الأول بشهادة الأجيال الطلابية المتعاقبة عليه، فهو لا يتوفر على الحد الأدنى من المقومات التي تحفظ كرامة الطالب المقهور، ولم تتم فيه أبسط عمليات الصيانة منذ سنين”. متسائلا “كيف يعقل أن يفتقر فضاء سكني يضم أزيد من 4 آلاف طالب مغربي لمنفذ إغاثة ولا يتوفر على أبسط وسائل التدخل السريع لإخماد الحرائق؟ ألا ينبئ توالي الفواجع داخل نفس الحي، التي كان آخرها انهيار سقف على الطلبة، وواقع الاكتظاظ والهشاشة المهولين داخل هذه الفضاءات، بإمكانية حدوث كوارث أخرى ينبغي الاستعداد لها واتخاذ كل السبل والوسائل لتفاديها؟”.

وأضاف البيان أن “هذا الحادث الأليم يسائل الجهات المسؤولة عن مصير الميزانيات التي ترصد لصيانة الأحياء، على قلتها وعدم كفايتها، أين تذهب وفيم تصرف؟ ويعيد مساءلة دور الدولة في رعاية هذه الفضاءات الحيوية على جميع المستويات، وكذا تطويرها وتوسيعها وجعلها صالحة للسكن، ويعيد التأكيد بما لا يدع مجالا للشك أن الطالب المغربي مجرد رقم مهمل لا يدخل في حسابات الدولة”.

وأكد الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، في البيان ذاته، أن “هذه المأساة ليست الأولى، فهي تأتي لتلتحق بمسلسل حوادث أخرى لا تقل خطورة عنها، كادت تجهز على حياة المئات من الطلاب، نذكر على سبيل المثال لا الحصر؛ التسمم الجماعي بمعهد الإحصاء والاقتصاد التطبيقي بالرباط (INSEA) في نونبر 2017، والحريق الذي اندلع بجناح الطالبات بمعهد الزراعة والبيطرة بالرباط (IAV) في دجنبر 2018، وانهيار الأسقف بالمدرسة الوطنية العليا للمعلوماتية،وتحليل النظم بالرباط (ENSIAS) في مارس 2020، وحوادث تسمم كثيرة أصبحت معتادة لدى الطلاب بسبب وجبات الأكل المقدمة التي تفتقر للحد الأدنى من الجودة والمراقبة، ومشاكل الإنارة وسخان الماء، دون الحديث عن هشاشة المرافق الرياضية وقاعات المطالعة”.

ودعا “أوطم” الجهات المسؤولية إلى “تحمل مسؤوليتها في رعاية باقي الطلاب الذين تعرضوا لإصابات وحروق متفاوتة الخطورة، وتطبيبهم والتكفل بكل حاجياتهم إلى حين استعادة عافيتهم”، كما دعا المؤسسات الجامعية ووزارة التعليم العالي إلى “الانشغال الفعلي بتقوية البنية التحتية التعليمية وصيانتها الدائمة بما يليق بمستوى وكرامة الطلبة والطالبات”مطالبا بـ”فتح تحقيق عاجل والإعلان عن نتائجه وليس إقبارها، وترتيب المسؤوليات ومعاقبة الجناة المتسببين في وقوع الحادث”، معتبرا المكتب الوطني للأعمال الاجتماعية الجامعية والثقافية ومعه رئاسة جامعة محمد الأول “متحملين لجزء كبير من مسؤولية الأرواح التي أزهقت والإصابات التي وقعت والممتلكات التي أتلفت، باعتبارهما المؤسستيْن المسؤولتيْن عن تدبير هذا الفضاء الحيوي”.

كما حمل الاتحاد الدولة المغربية “مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع في الأحياء الجامعية والداخليات، بتخليها عن دورها في رعاية هذه الفضاءات، ومشاركتها في تكريس واقع الهشاشة عن سبق إصرار”. معلنا عن يوم حداد وطني بجميع الجامعات المغربية يوم الخميس 15 شتنبر الجاري، من أجل “الترحم على الشهداء والتنديد بما وقع، والاستعداد لاتخاذ خطوات احتجاجية ضد مختلف سياسات التهميش والاستهتار بحياة وكرامة طلاب المغرب الأحرار”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.