افتتحت أمس السبت بأكادير، فعاليات مؤتمر دولي، حول موضوع “الناطقون بالعربية في أفريقيا جنوب الصحراء بين مطالب الهوية وأسئلة المرحلة”.
ويأتي هذا المؤتمر المنظم على مدى ثلاثة أيام، من قبل جامعة ابن زهر وكلية الآداب والعلوم الإنسانية بأكادير ومختبر “المغرب في أفريقيا: التاريخ والذاكرة والمحيط الدولي، للاحتفاء بالثقافة العربية الإسلامية في إفريقيا جنوب الصحراء، وبحث قضايا اللغة العربية وثقافتها ووضعية المجموعات العربية بعموم هذا المجال.
ويعرف هذا الملتقى الذي يندرج في إطار انفتاح الكلية والجامعة وبنياتها المختلفة على محيطها الإقليمي والدولي، وتعزيز الشراكة جنوب- جنوب، باعتبارها الخيار الأمثل لتنمية دول المنطقة، مشاركة باحثين ومثقفين من 20 بلدا معظمها من إفريقيا جنوب الصحراء، إضافة إلى مشاركين من دول عربية وباحثين من معظم الجامعات الوطنية، وكذا عدد من المؤسسات الجامعية ومراكز البحث العلمي القارية والدولية.
ويعكف المشاركون في هذه التظاهرة، دراسة مكونات هذه الثقافة وموقعها في علاقات المغرب بعمقه الإفريقي، وكذا تسليط الضوء على القضايا الإشكالية في تاريخ هذه المجتمعات وحاضرها، ودراسة التجارب المقارنة للسياسات الثقافية واللغوية في دول القارة.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، قال منسق المؤتمر، محمد بوزنكاظ، إن هذا اللقاء يأتي في سياق الدينامية السياسية والاقتصادية والثقافية التي أطلقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، في علاقة المغرب بدول إفريقيا جنوب الصحراء، مشيرا إلى أن هذا الحدث يروم تعزيز التعاون الأكاديمي والعلمي بين الجانبين.
وأضاف أن هذه الفعاليات، تشكل فرصة لارساء تفكير مشترك حول قضايا الناطقين باللغة العربية في إفريقيا جنوب الصحراء، وكذا مناقشة سبل تعزيز التعاون الجامعي بين المؤسسات والمعاهد البحثية فيما يخص الدراسات الإفريقية.
من جانبه، أبرز الأمين العام للجامعات والمعاهد الخاصة بإفريقيا، محمد نظيف يوسف، الأهمية العلمية الكبيرة لهذا المؤتمر الذي يمكن من دراسة التراث الثقافي واللغوي في إفريقيا جنوب الصحراء، لافتا إلى أن تنظيم مثل هذه اللقاءات يعكس الدور الطلائعي الذي تلعبه المملكة في تعزيز العلاقات جنوب جنوب وإغناء الشراكة المغربية الإفريقية.
وحسب المنظمين، يندرج هذا المؤتمر المنظم بشراكة مع عدد من المؤسسات العلمية من نيجيريا والسنغال وبوركينافاسو ومينيسوتا، في إطار مواكبة الشراكة المغربية الإفريقية في أبعادها الاقتصادية والاجتماعية بمجهود علمي وأكاديمي رصين يسهم في وضع أسس الدراسات الإفريقية وتطويرها بما يمكن من تعزيز التراكم المعرفي المفضي إلى فهم أعمق لإفريقيا ومجتمعاتها.
ويتطلع هذا اللقاء أيضا، إلى وضع أسس شراكة علمية فاعلة وهادفة بين جامعة ابن زهر وكلية الآداب والعلوم الإنسانية بأكادير والمؤسسات الجامعية والأكاديمية الممثلة في المؤتمر، وبحث إمكانية خلق فضاء للتفكير بين المثقفين والباحثين من إفريقيا جنوب الصحراء في أفق تعزيز الشراكة بين المؤسسات العلمية، وخدمة الباحثين والأكاديميين من أبناء القارة وتوسيع العرض العلمي أمام طلبة الجامعة.