أبوعبيدة يدعو العلماء إلى تجاوز مرحلة الصمت..”هل تنتظرون صباحا تستيقظون فيه على خبر هدم المسجد”
في الذكرى الأولى لطوفان الأقصى، أطلق الناطق باسم كتائب القسام، أبو عبيدة، نداء عاجلا لعلماء الأمة الإسلامية، داعياً إياهم إلى تجاوز مرحلة الصمت الخجول والإدانة اللفظية، والانتقال إلى ضرورة بيان فريضة الجهاد ضد الاحتلال الإسرائيلي.
جاء هذا الخطاب في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والضفة الغربية، الذي يظهر قسوة وجبروت الاحتلال، وغياب التضامن الفعال من قبل الأنظمة الرسمية وبعض النخب.
تحذير من هدم الأقصى
أبو عبيدة، الذي مثل صوت المقاومة الفلسطينية في هذه الذكرى، وجه دعوة صريحة للعلماء والنخب الإسلامية قائلا: “هل تنتظرون صباحا تستيقظون فيه على خبر هدم المسجد الأقصى المبارك، لا قدر الله؟” في هذه الكلمات، تسطع مخاوف مشروعة من تصعيد الاحتلال وتجرؤه على المساس بأحد أقدس معالم الأمة الإسلامية.
هذا النداء العاجل لم يكن مجرد دعوة للتحرك العسكري، بل كان تذكيرا للعلماء بدورهم التاريخي في قيادة الأمة وإرشادها في القضايا الكبرى.
وأشار أبو عبيدة إلى أن العلماء لم يعودوا قادرين على الاكتفاء بالتضامن القلبي أو التصريحات الخجولة، بل حثهم على استنفار جهودهم لتبيان حقيقة الصراع، وإظهار شرعية معركة الدفاع عن المسجد الأقصى وأرض فلسطين، مؤكدًا على ضرورة تفادي الخطاب الطائفي الذي يفتت الأمة ويضعف وحدتها في مواجهة العدو.
ضرورة الوحدة وتجاوز الخطاب الطائفي
خطاب أبو عبيدة كان واضحا في التنبيه إلى خطورة التفكك الذي يهدد الأمة نتيجة الخطابات الطائفية التي باتت تمزق الصفوف وتغذي الخلافات، وهذه الدعوة جاءت في توقيت حساس، إذ تتزايد التحديات التي تواجه الشعوب الإسلامية في ظل الانقسام الداخلي الذي يجعلها عاجزة عن التصدي لقضاياها المركزية، وعلى رأسها قضية فلسطين.
ودعا إلى استلهام روح العلماء الكبار في التاريخ الإسلامي، مثل العز بن عبد السلام وأحمد بن حنبل وابن تيمية، الذين جسّدوا في مواقفهم الشجاعة رموزا للصمود في وجه الظلم والطغيان.
دعم المقاومة عسكريا وإعلاميا:
في خضم حديثه، لم يكتف أبو عبيدة بتوجيه الدعوة للعلماء، بل شدد على ضرورة دعم المقاومة الفلسطينية عسكريا بالعتاد والسلاح، في إشارة واضحة إلى أن المعركة ضد الاحتلال الإسرائيلي لا يمكن أن تُحسم إلا من خلال المقاومة المسلحة.
كما حث الشعوب الإسلامية على التضامن الفعّال مع الفلسطينيين، ودعمهم بأكبر حملة إعلامية لمواجهة “آلة الكذب الصهيوأمريكية” التي تسعى إلى تشويه الحقائق وطمس جرائم الاحتلال.
إضافة إلى ذلك، دعا أبو عبيدة إلى تصعيد الهجوم السيبراني على الاحتلال الإسرائيلي، في محاولة لتعزيز أدوات المقاومة في الحرب الإلكترونية، معتبرا أن هذا النوع من الهجمات يُعد جزءًا لا يتجزأ من مواجهة العدوان.
صمود الشعب الفلسطيني وازدواجية الأنظمة العربية
واحدة من أبرز النقاط التي جاءت في كلمة أبو عبيدة كانت إشادته بالصمود “الأسطوري” للشعب الفلسطيني، رغم “خذلان القريب وجبن الأنظمة وتواطئها”، هنا يتجلى البعد الأخلاقي للصراع، حيث تتكالب الأنظمة على التخاذل والتواطؤ بينما يبقى الشعب الفلسطيني وحيدًا في ميدان المعركة، وهذه النقطة تفتح المجال للتساؤل حول دور الأنظمة العربية والإسلامية في دعم المقاومة الفلسطينية، وهل يبقى دورهم محدودا في إطار الدبلوماسية الباهتة، أم أن هناك متسعا لتحرك فعلي؟
في ختام حديثه، علق أبو عبيدة على اغتيالات القيادات الفلسطينية واللبنانية، مثل إسماعيل هنية وحسن نصر الله، مؤكدا أن الاغتيالات ليست مؤشرا على النصر، مستشهدا بتاريخ طويل من اغتيالات قادة المقاومة دون أن يؤدي ذلك إلى نهاية القضية الفلسطينية، وقال “لو كانت الاغتيالات نصرا لانتهت المقاومة منذ اغتيال الشهيد عز الدين القسام”.
بين طوفان الأقصى والاحتلال الإسرائيلي: معركة الحق والعدوان
ما يحدث في الضفة الغربية والقدس من تصعيد إسرائيلي وحرب همجية، بحسب تعبير أبو عبيدة، ليس مجرد حوادث معزولة، بل هو سياسة ممنهجة تستهدف الفلسطينيين أينما وجدوا، لذلك جاء “طوفان الأقصى” كرسالة واضحة للاحتلال: المقاومة لن تتوقف مهما تعاظمت آلة العدوان، وأن الشعب الفلسطيني سيظل صامدا في وجه كل محاولات التصفية.