حطت آلية “المثمر المتنقل” الموجهة لزراعة الزيتون، أول أمس الثلاثاء، الرحال بإقليم بني ملال، بعد مرحلتها الأولى بجماعة العطاوية (إقليم قلعة السراغنة ) التي استمرت لمدة ثلاثة أيام.
وسيتم تنفيذ هذه الآلية، التي تأتي في إطار مواصلة الأنشطة التي أطلقها المكتب الشريف للفوسفاط منذ شتنبر 2018، على أربعة مراحل، وتستهدف مواكبة أزيد من 1800 فلاح على مستوى جهات مراكش-آسفي ، وبني ملال-خنيفرة ، والشرق ، وفاس-مكناس.
وتتضمن هذه الآلية تنظيم عدة ورشات تروم النهوض وتعميم الممارسات الزراعية الفضلى والتي منها تحليل التربة والتسميد المعقلن، واختيار الأسمدة المتوفرة في السوق.
ومن مميزات هذه الدورة تخصيص ورشات للتحسيس والمواكبة من أجل تدبير الموارد المائية والتي سيؤطرها خبراء من جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية.
كما تتوخى آلية “المثمر المتنقل” نشر الممارسات الفلاحية الفضلى التي تحترم البيئة، ولا سيما التخصيب المعقلن القائم على مسار تقني علمي مندمج، وتحفظ وتعزز العلاقات مع الفلاحين وتقرب “حلول الفلاحين” منهم.
ويتعلق الأمر أيضا بتشجيع استخدام تطبيقات “@tmar” و “T@swiq” الخاصة بالاستشارة الفلاحية ، وربط الفلاحين بشركاء مصنعي وموزعي الأسمدة وشبكاتهم من البائعين، وعرض المنتوجات مما سيساهم في الدينامية الفلاحية الوطنية للزراعة المستدامة والنجاعة الاقتصادية بالمغرب.
وتعد جهة بني ملال-خنيفرة إحدى المراحل الأساسية لآلية “المثمر المتنقل” بالنظر إلى أن زراعة الزيتون تلعب دورا لا يمكن إنكاره على المستوى الاجتماعي والاقتصادي وتساهم بنسبة 16 بالمائة في الإنتاج الوطني.
وحسب المديرية الجهوية للفلاحة، فإن زراعة الزيتون تعتبر من أكثر القطاعات الفلاحية ازدهارا وذات قيمة اقتصادية عالية بالجهة حيث تساهم سنويا في خلق حوالي ثلاثة ملايين يوم عمل.
وتقدر مساحة زراعة الزيتون بجهة بني ملال-خنيفرة بـ 120 ألف هكتار ، بينما يبلغ إنتاج السلسلة 250 ألف طن (الموسم الزراعي 2019-2020).
وفي تصريح لقناة M24 الإخبارية التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء، أكد مدير آلية المثمر بجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، نوفل روديس، أن هذه الآلية تقودها جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية منذ شتنبر الماضي، وهي تستفيد من دعم الجامعة في مختلف المجالات خصوصا الابتكار والبحث، مشيرا إلى أن متخصصين وخبراء بالجامعة يقدمون دعما معتبرا للفلاحين من حيث المواكبة والاستشارة طوال عملية الإنتاج.
من جهته، أبرز المنسق الجهوي لآلية المثمر بجهة بني ملال-خنيفرة، إبراهيم بوكريم، أن هذه الآلية تواكب أزيد من 3000 فلاح بالجهة الذين استفادوا مجانا من أزيد 6000 تحليل للتربة قصد مساعدتهم على تسميد محاصيلهم الفلاحية وزراعاتهم بطريقة معقولة ، مشيرا إلى أنه من أجل استهداف أكبر عدد من الفلاحين فإن هذه الآلية تعتمد حلولا رقمية وتقوم بتعبئة 11 مهندسا على مستوى الجهة لتقديم الاستشارات للفلاحين وكذا تأطير التعاونيات لتمكينها من ممارسات جيدة .
وخلال الموسم الفلاحي 2021-2022، تم على مستوى جهة بني ملال-خنيفرة إجراء أزيد من 2200 تحليل للتربة في إطار آلية المثمر، كما تم نشر أزيد من 947 منصة للعرض والمواكبة بالجهة منها 300 منصة مخصصة لزراعة شجر الزيتون.
وبالنسبة الموسم الفلاحي 2022-2023، فقد تم تخصيص حوالي 300 منصة مخصصة لزراعة شجر الزيتون، وكذا تنظيم 100 دورة تكوينية حول الآلية التقنية لشجر الزيتون.
على المستوى الوطني، وفي إطار النهوض بسلسلة الزيتون، خصصت مبادرة “المثمر” أزيد من 4700 منصة لعرض الزيتون منذ سنة 2018 موزعة على جميع أحواض الإنتاج.
أما بالنسبة للموسم الفلاحي 2022-2023 فيتوقع تخصيص أزيد من 1251 منصة لعرض الزيتون على المستوى الوطني، موزعة على 27 إقليما بأزيد من 160 جماعة، لفائدة أزيد من 630 فلاحا مستفيدا مباشرا، وأزيد من 6000 مستفيد غير مباشر.
وقد مكن برنامج منصات العرض من تحسين نسبة المردود من 18 إلى 22 بالمائة، في حين ساهم برنامج الإنتاج المندمج المعتمد في منصات العرض لزراعة الزيتون في تحسين هامش ربح الفلاحين والذي يتراوح بين 28 و34 بالمائة.