بقلم: بوشعيب مطريب
لعل أعظم وربما أنبل ما يمكن أن يميز حرفة الصحافة مبدأ الموضوعية، ولعل أخطر ما يتهدد هذا المبدأ النبيل هو غلبة المصالح المادية سواء كانت مصالح أفراد أو مصالح جماعات.
حين يكون القصد من الحديث أو فتح ملفات فساد الارتزاق ولا سواه فلا فرق بين من مارس الفساد وأصبح مصدر إبتزاز ..كثير ممن قدموا بلاط “الصحافة” وليس لهم بها أي صلة، وبين من يمارس الإبتزاز ككثير ممن جاءوا ليدنسوا قدسية الصحافة… بل هؤلاء أكثر قبحاً، إنهم سماسرة فساد الإرتزاق!!!
هذه المهنة التي حولوها إلى أكتب تستلم ، أما من يعمل بشكل حقيقي ، ينهشون في لحمه وعظمه ككلاب مسعورة !! لأجل هذا عليك وعلينا جميعا أن نوقفهم عن التوغل في ممارسه عهر الارتزاق باسم الصحافة..
لو وقفت ضد آفة مرتزفة تحولت حماقاتهم ضدك كجبهة شيطانية ..تخيل أن يقوم مرتزق بتحرير قضية مواطن ، من ثم يقوم بمقايضته ( كم تدفع ؟ ) . هذه سلوكيات منحطة لاضمير لها ؟!!
قد يكون الوقوف كما ذكرت صعب بل وصعب للغاية وهذا هو الاختبار الحقيقي.. وقوفك أو وقوفي أو غيرنا بوجه مثل هؤلاء ليس سهل على حثالة لا ترى غير المتاجرة بأوجاع وقوت الجياع.. لأن أي تغيير لا يأتي جمعي بل يكون مفردا ثم يتشكل ليكون وجمعي وهكذا…………. الشيئ الأخر هناك مسخ من مخلوقات لا نعرف ما هي تخيل لا تخجل من التفاوض مع مريض بسرطان حول كم سيعطيه المريض نسبة لو نشر له مناشدة لفاعلي الخير وتجاوبوا معه ……. بالله عليك ماذا ترك هؤلاء؟؟ … هؤلاء كائنات متطفلة لاتعرف سوى العيش في أشياء الناس ، وبين معاطفهم . يحومون فقط حول مناطق الأحداث الدسمة ، حول المجاملات والإبتسامات الزائفة ، التي يعقبها الفتات من الوسخ .
قلت لشخص : سأدلك على قضية تهم الناس وهي خطيرة ، هي لا تحتاج أكثر من تحقيق هادئ ، لكنه سيثير أهم ما يتعلق بسلامة المجتمع ككل ، وتحتاج إلى تقصي دقيق .
لكن تخيل أن من تريد له الخير والشرف ، يتجاهل القضية بخطورتها ، ثم يعتبرك باعتبارات تافهه في عقله . تشعر بالندم أن حاولت انتشال شخص من قوقعة البلادة ، وأن تدفع به نحو شرف يرفضه ، لأنه لايستحقه أصلاً ؟!
نبيل : أنا مستاء جداً من هذا الواقع إن من يرتزق بالمتاجرة بأوجاع البؤساء لن يكون مصيره ومكانته غير زبالة الحياة..فمن يتاجر ببؤساء الجياع لن يتوانئ عن المتاجرة بشرفه وعرضه،، أي أن يتحول لدى من يقاضهم الصمت عنن الفساد بالفلوس كما يقال باليمني فتال … وهذا حاصل ولا يخفى ..هؤلاء كائنات متطفلة لاتعرف سوى العيش في أشياء الناس ، وبين معاطفهم . يحومون فقط حول مناطق الأحداث الدسمة ، حول المجاملات والإبتسامات الزائفة ، التي يعقبها الفتات من الوسخ .إن الصحافة ميدان مليء بالألغام وجب الحذر منها أثناء البحث عن الحقيقة، والوصول إلى مصادر المعلومة والخبر. فالصحافي المتميز هوالذي يشق طريقه بكل جدية وإخلاص نحو تحقيق العطاء والتميز.أما الذين يشهرون بطاقاتهم الصحافية في كل مكان , وليس لهم حضور إلا على موائد الطعام والشراب , ممتطين صهوة الارتزاق باسم الصحافة ,فهؤلاء سرعان ما ينبهت لونهم , ويكشف ثوبهم , وتنكشف حقيقتهم , لأن المبني على الهشاشة , لا بد أن يهوى …ومدينة الجديدة تعرف مجموعة من الشخصيات المرتزقة المنتحلة لمهنة الصحافة والتي ليست لها أية علاقة بهذه المهنة ومع ذلك اقتحمت الميدان الصحافي وهمها الوحيد الحصول على دريهمات بالابتزاز مرة وب “التلحليح” مرة أخرى..وهذه الكائنات ‘اللحلاحة ” المحسوبة على مهنة الصحافة والتي لم يكفيها ما تحصل عليه تحاول القضاء على كل ما يمت للصحافة الشريفة الملتزمة بالمدينة موجهة سهامها المسمومة الجرائد الجادة ضنا منها أنها حائط متداعي يمكن هدمه في أي لحظة.. وما هذا إلا غيظ من فيض المتربصين بالصحافة النزيهة ..فهيهات.. انه ضعف الانتماء وقلة الكرامة والشهامة وسوء الضمير وضيق العقل فمتي يعلم هؤلاء أن صناعة المستقبل وبناء الشخصية والمصداقية في آخر المطاف من نصيب الأوفياء لمبادئهم ولمبادئ الصحافة النزيهة المبنية على الحقيقة نصرة للحق ، أما المتخازلون والمتجولون في اسواق النخاسة والماهرون في بيع الضمائر والمرتزقة والمنبطحين ، حتما سائرون الي مزبلة التاريخ طالما أنهم امتحنوا عبادة المادة وجشع وبيع المبادئ لجلب المال وما الارزاق إلا بالله !!!
ولقد ظهرت الكفاءة المهنية للصحافة من خلال مراعاة المعايير مثل التحقق من المحتوى الإخباري، وسرية المصادر، والنزاهة، والمصلحة العامة، لأن الصحافة مهنة شريفة ويجب احترام عملها وتضحياتها في سبيل نقل الصورة الواضحة عما يجري في كل الميدان والمجالات من دون تحيز،
. فقد يجوز للصحفي ان يوطن ضميره الأخلاقي والمهني و يقول ما يشاء من ألقاب التعظيم، وما عليه إلا أن يضع نصب أعينه، أنه لا يبقى من هذا كله سوى كلمة حق تقال، ورأي مستنير يساق، ومعلومة جديدة تضاف الى ذخيرة التجارب، فتثري تجربته وتعمق خبرته ناهيك عن نقد شجاع بغير تجاوز، نزيه بغير تحيز قد يجرح دون ان يدمي، وقد يقسو دون أن يصل إلى مهاوي التشهير أو الإرهاب الفكري أو الابتزاز ساعتها تكون الصحف قد قالت كلمة تمكث بحق في الارض وتقنع الناس.