حكيم الناضي6ومع
كتبت لاعبات كرة المضرب المغربيات صفحة جديدة في تاريخهن الرياضي يوم أمس السبت في نيروبي بفوزهن عن جدارة واستحقاق بكأس بيلي جين كينغ (المجموعة الثالثة الإفريقية) ، بعد أسبوع من المنافسة المليئة بالتشويق .
وجمعت هذه البطولة ، التي تعادل كأس ديفيس للسيدات ، من 12 إلى 17 يونيو الجاري في نادي نيروبي ، أفضل 12 بلدا تمارس كرة المضرب في إفريقيا واللذين لعبوا ما لا يقل عن 60 مباراة في المجموع للفوز بالكأس والتأهل للمجموعة الثانية أوروبا / إفريقيا لعام 2024.
فبمساعدة قائد متمرس ، أظهر الفريق المغربي للسيدات تفوقا بفضل موهبتهن وتصميمهن ، سواء من حيث الانسجام أو الرغبة الاكيدة في الفوز طيلة مسار البطولة بحيث أبانت كلا من آية العوني وياسمين القباج وملاك العلمي ومنال طاهري عن تصميم وإرادة كبيرتين وقتالية من أجل الظفر باللقب.
وعلى الرغم من الوصول إلى نيروبي أياما قليلة فقط من انطلاق المسابقة ، خاصة بسبب مشاركة الثنائي آية وملاك في الجولة الثانية من بطولة رولان غاروس وياسمين في بطولة مهمة بالنمسا ، واجه الفريق المغربي في المباراة الأولى المنتخب الكيني المضيف بلاعبته أنجيلا أوكوتويي التي يلقبها الكينيون بسيرينا ويليامز.
وفي هذه المباراة ، خسر المغرب بصعوبة لأسباب غير رياضية ، مرتبطة بشكل خاص بعدم التكيف مع الظروف المناخية ، وكذلك بسبب حالة الملعب .
وبعد هذه الهزيمة (2-1) أمام الكينيات، استجمعت اللبؤات قواهن وقدمن أداء استثنائيا في المباريات الأربع الأخرى حيث انتزعن الرتبة الأولى في المجموعة أ والتأهل بالتالي للنهائي.
وبفضل قدرتهن على الجمع بين القوة والدقة والنظرة الاستراتيجية حققت اللاعبات المغربيات أربع انتصارات عريضة ، ضد أوغندا (3-0) وناميبيا (3-0) ونيجيريا (3-0) وبوتسوانا (3-0) في وقت تعرض فيه الفريق الكيني للخسارة على يد الفريق النيجيري والذي على الرغم من فقدان لاعباته للامل في التأهل فقد قدمن مباراة كبيرة والفوز على كينيا 2-1 ، مما منح المركز الأول للبؤات الأطلس.
وفي المباراة النهائية ، واجهت اللاعبات المغربيات نظيرتهن من تونس اللاتي تربعن على عرش المجموعة ب أمام زيمبابوي وغانا وموريشيوس وبوروندي وسيشيل.
واعتبرت المباراة التي جمعت بين المغرب وتونس الديربي الذي طال انتظاره في هذه البطولة ، بالنظر إلى مستوى وسمعة البلدين في رياضة كرة المضرب.
وخلال هذه المباراة الملحمية ، أظهرت اللاعبات المغربيات الشابات موهبتهن وتصميمهن الراسخ فوق أرضية الملعب ، حيث أظهرن قوة وصلابة وذكاء خلال تبادل الكرات .
وبعد التعادل 1-1 على مستوى الفردي (انتصار آية وهزيمة ياسمين) ، حققت ملاك العلمي وآية العوني في فئة الزوجي الانتصار للمنتخب المغربي بتغلبهما على الثنائي التونسي فريال بن حسن وشيراز بشري بجولتين لواحدة (7-6/ 6-3/ 6-0.
وأظهرت اللبؤات تفوقا تقنيا استثنائيا ، حيث جمعتا بين التسديدات الدقيقة والإرسال القوي ، خاصة في المجموعة الثالثة.
وقد شكل الانتصار لحظة استثنائية بفضل الأجواء المثيرة التي سادت مدرجات ملعب نادي نيروبي بدعم من مشجعين مغاربة ومن مختلف البلدان الأفريقية وهو ما منح طاقة لا تصدق للفريق ، وخلق أجواء مواتية لأداء اللاعبات .
بالنسبة للمدرب المغربي مهدي أيت برهوش ، فإن هذا التتويج لم يكن وليد الصدفة بل جاء نتيجة استعداد الفريق بشكل جيد مستفيدا من جودة التأطير وظروف التدريب المثلى التي وفرتها الجامعة الملكية المغربية لكرة المضرب .
ومنذ وصول الفريق المغربي إلى نيروبي ، اشتغلت اللاعبات بجد لتحسين المستوى التقني والرفع من الجاهزية البدنية ، ولا سيما بمساعدة المعد البدني محمد غربال (المعروف باسم سيمو ألاسكا) ، الذي كان عمله ودعمه حاسما خلال جميع مراحل البطولة .
وأكد المدرب المغربي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أنه بفضل هذه الجهود وقتالية وقوة شخصية لاعباتنا ، فإن كرة المضرب المغربية على مستوى السيدات تتربع اليوم على عرش كرة المضرب بإفريقيا .
من جهتها قالت آية العوني “لقد جئنا إلى نيروبي بهدف وحيد هو الفوز بالبطولة ، رغم أننا كنا نعلم أن المنافسة لن تكون سهلة أمام فرق مثل نيجيريا أو كينيا أو تونس”.
وحظي أداء الاعبات المغربيات بإعجاب واحترام جميع الفرق المنافسة وكذلك عشاق كرة المضرب عبر إفريقيا. كما شكل محط إشادة من قبل وسائل الإعلام الكينية التي سلطت الضوء على الأداء والموهبة الاستثنائية للاعبات المغربيات بحيث ركزت العديد من وسائل الإعلام بشكل خاص على مشاركة المغرب في هذه البطولة ، وأنتجت تقارير وروبورتاجات عن مسار اللبؤات .
في نيروبي ، رفعت آية وياسمين وملاك ومنال الراية الوطنية خفاقة في سماء نيروبي . وتم الاحتفال بتتويجهن بحماس من قبل جميع الحاضرين ، لا سيما عند عزف النشيد الوطني في نادي نيروبي الأسطوري.
هذا الإنجاز الاستثنائي ، الذي يترجم الاستثمارات الكبيرة في تطوير كرة المضرب في المغرب ، مع بنيات للتدريب عالية الجودة وتأطير احترافي ، مكن المغرب من التربع على عرش التنس في افريقيا كما أنه يعزز مكانة المملكة بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس ، كدولة رياضية رائدة على المستوى القاري.