يعيش إقليم صفرو المعروف باعتدال مناخه وخضرته وخصوبته، على إيقاع موسم جني حب الملوك، الفاكهة ذات النكهة المميزة والمزايا العديدة.
وتنتشر زراعة هذه الفاكهة ذات القيمة المضافة العالية التي أضحت اليوم جزءا لا يتجزأ من مختلف مخططات تنمية الأشجار المثمرة محليا، بعدة جماعات ترابية تابعة لإقليم صفرو لاسيما لعنوصر وأيت السبع لجروف وسيدي يوسف بن أحمد وأغبالو أقورار وإغزران، وعين تمكناي.
وقد انتعشت زراعة هذه الفاكهة المميزة على مستوى الإقليم في السنوات الأخيرة، بفضل الدفعة التي أعطاها مخططا المغرب الأخضر والجيل الأخضر لتنمية القطاع الفلاحي بالإقليم، وخصوصا فاكهة حب الملوك، إضافة إلى مشاريع الإعداد الهيدروفلاحية من خلال إنشاء بساتين متجانسة لأغراس الكرز (حب الملوك) على مساحة تناهز 145 هكتار، والسهر على تآطير وتكوين ومواكبة أصحاب الضيعات الفلاحية الخاصة بفاكهة الكرز.
وأفادت معطيات للمديرية الإقليمية للفلاحة بصفرو بأن المساحة المغروسة بهذه الفاكهة على مستوى الإقليم تناهز 420 هكتار، بينما يقدر الإنتاج ب 4162.20 طن، أي بمتوسط إنتاجية يناهز 10.32 طن في الهكتار الواحد.
وبإحدى الضيعات الفلاحية المتواجدة بالجماعة الترابية لعنوصر التابعة للإقليم، عاينت وكالة المغرب العربي للأنباء، عن كثب، الأجواء المصاحبة لعملية جني هذه الفاكهة ذات النكهة المميزة.
باحترافية وبراعة وتركيز شديد، يعمل مجموعة من العمال على قطف حبات فاكهة الكرز، وكلهم حرص على التقاطها بسرعة حفاظا عليها من التلف ومخافة أن يلحق بها أي ضرر.
وبحسب المديرية، يساهم موسم جني حب الملوك في خلق حركية اقتصادية بالمنطقة وإحداث حوالي 52 ألف يوم عمل، ورقم معاملات يناهز 4ر62 مليون درهم سنويا.
في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء وقناتها الإخبارية M24 ، أفاد المدير الإقليمي للفلاحة بصفرو لحسن بن عسو بأن الإقليم يتميز بتواجد مجموعة من أصناف شجرة الكرز على غرار “بورلات، وفان، ونابوليون، وهيدلفينج، وحب الملوك البلدي”، بالإضافة إلى عدد من الأصناف المحلية التي تتلاءم مع الظروف المناخية السائدة بالمنطقة.
وأضاف أن سلسلة الكرز بالإقليم سجلت نموا هاما بفضل مخطط المغرب الأخضر والجيل الأخضر ، مسجلا في السياق ذاته أن وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات تولي اهتماما كبيرا للحفاظ على المنتوج وحماية الفلاحين من المخاطر المناخية.
وأبرز، في السياق ذاته، أنه تم تجهيز الإقليم بحوالي 21 محطة لمحاربة البرد، كما يبلغ حجم المساحة الإجمالية المغطاة بالشباك الواقي من البرد نحو 2000 هكتار، تشمل مجموعة من الضيعات الفلاحية المنتجة للأشجار المثمرة، بما فيها شجرة الكرز.
كما استعرض المدير الإقليمي للفلاحة الجهود الرامية لتشجيع الفلاحين على الانخراط في برنامج الضمان متعدد المخاطر المناخية الذي تدعمه وزارة الفلاحة من أجل تعويض الفلاحين عن المخاطر المناخية المحتملة.
وتحظى هذه الفاكهة سنويا باحتفاء خاص في إطار مهرجان حب الملوك الذي يعود إلى سنة 1920 وتم تسجيله عام 2012 من قبل منظمة اليونسكو ضمن قائمة التراث اللامادي للإنسانية.