شكل بحث سبل تعزيز الاستشراف بإفريقيا، وقدرة الفاعلين على تصور مستقبلهم، مع الحرص على فهم أفضل لقيمهم الخاصة، واحتياجاتهم ومصالحهم، محور المناقشات خلال منتدى عقد اليوم الجمعة، بجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية.
وينظم هذا المنتدى قطب العلوم الاجتماعية والاقتصاد والعلوم الإنسانية بجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، بالشراكة مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) ومؤسسة المكتب الشريف للفوسفاط، وهو يعد بمثابة الحدث الختامي لمشروع “تخيل مستقبل أفريقيا” .
وشكل هذا اللقاء، الذي عرف حضور خبراء في الاستشراف وأكاديميين مرموقين، فرصة لتسليط الضوء على الفكر الاستباقي الإفريقي وتجلياته في التوقع ، والتخطيط، والتوقع، والاستشراف أو حتى في التعبير الفني.
وبهذه المناسبة، أكد مساعد المدير العام لأولوية إفريقيا والعلاقات الخارجية باليونسكو، فيرمين إدوارد ماتوكو، في كلمته الافتتاحية، على أن هذا المشروع الذي اختتم بتنظيم المنتدى يهدف إلى تعزيز القدرة الاستشرافية لابراز الآفاق الإفريقية على المستوى القاري.
وعبر عن طموح “اليونسكو “لمواكبة إنخراط إفريقيا في العالم الصاعد حيث أصبح الذكاء الاصطناعي الانشغال اليومي للجميع، و”حيث كل خطوة نخطوها هي خطوة تكنولوجية”.
كما ذكر السيد ماتوكو بمقتطف من الخطاب الذي ألقاه صاحب الجلالة الملك محمد السادس أمام القمة الـ28 للاتحاد الأفريقي في أديس أبابا سنة 2017 والذي جاء فيه : “إننا نؤكد التزامنا من أجل تحقيق التنمية والرخاء للمواطن الإفريقي، فنحن، شعوب إفريقيا، نتوفر على الوسائل وعلى العبقرية، ونملك القدرة على العمل الجماعي من أجل تحقيق تطلعات شعوبنا”، مشير ا إلى أنه بهذه الروح تم تنفيذ مشروع “تخيل مستقبل إفريقيا”.
من جهتها، أكدت مساعدة المديرة العامة للعلوم الاجتماعية والإنسانية باليونسكو، غابرييلا راموس، أن هذا المنتدى يمثل تتويجا لجهود جماعية لاستكشاف وتشكيل مستقبل إفريقيا، مشيرة إلى أن القارة، المتعددة ، والغنية بالثقافة والتاريخ والإلهام، هي مستقبل العالم.
وتابعت أن هذا المشروع له “أهمية بالغة” حيث تواجه إفريقيا تحديات معقدة مثل الاحتباس الحراري والفقر وعدم المساواة، معتبرة أن هذه التحديات تتطلب حلولا مبتكرة وانخراطا نشطا من جميع الأطراف، وهو ما يبرز دور الاستشراف في هذه العملية.
وقد عرف هذا المنتدى بإطلاق منصة “تخيل مستقبل إفريقيا” ، فضلا عن تنظيم موائد مستديرة حول مواضيع مختلفة، منها “تجارب مأسسة الاستشراف في المغرب”، و”تعزيز قدرة النظم الغذائية الزراعية على التكيف مع تغيرات المناخ في إفريقيا “و” التعليم والبحث في الدراسات المستقبلية في إفريقيا “.