أكد رئيس الكونفدرالية المغربية للفلاحة والتنمية القروية (كومادير)، رشيد بنعلي، أمس الثلاثاء بمكناس، أن المغرب يتوفر على إمكانات هامة في الإنتاج الفلاحي والصناعة الغذائية ينبغي استغلالها، فضلا عن فرص تجارية هائلة يتعين تطويرها مع البلدان الإفريقية.
وشدد السيد بنعلي، في معرض حديثه خلال منتدى التعاون بين المغرب والمملكة المتحدة، المنعقد على هامش النسخة الـ 15 للملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب، على أهمية دور الوساطة الذي يضطلع به المغرب بين بلدان غرب إفريقيا والمملكة المتحدة، نظرا لموقعه الجغرافي وعلاقاته داخل القارة.
وأعرب، في هذا السياق، عن اعتزاز الفلاحين والفاعلين الصناعيين الأعضاء في (كومادير) بـ “انخراطهم في هذا التقارب الهام للغاية بين المملكتين”.
من جهة أخرى، سلط السيد بنعلي الضوء على دور (كومادير)، التي تمثل معظم الفاعلين في قطاع الفلاحة وصناعات الأغذية الفلاحية لمختلف فروع الإنتاج النباتي والحيواني، والتي تشمل مجمل الأنشطة في سلسلة القيمة، انطلاقا من حقول الإنتاج ووصولا إلى تسويق وتثمين المنتجات.
ولفت إلى أن “العلاقة التجارية بين البلدين ليست وليدة اليوم”، مضيفا أن الأمر يتعلق بـ “تاريخ قوامه عدة قرون يتعين علينا اليوم تعزيزه واستدامته”.
كما أشار رئيس الكونفدرالية المغربية إلى أن المبادلات سجلت نموا ملموسا منذ دخول اتفاق التبادل الحر بين البلدين حيز التنفيذ.
وعلاوة على ذلك، أبرز السيد بنعلي المؤهلات الهامة التي يتمتع بها المغرب، والتي تجعل منه فاعلا هاما في المعادلة الحساسة المتعلقة بتحقيق التوازن بين السيادة الغذائية واحترام البيئة.
واعتبر أن المملكة، بفضل سواحلها الممتدة على مسافة 3600 كيلومترا، تنتج كميات كبيرة من المنتجات الفلاحية مع الحرص على احترام البيئة.
وتابع بأنه “من بين المؤهلات الهامة التي تحدث الفارق مقارنة بالعديد من البلدان، التأهيل والمهارة وشباب الساكنة المغربية، ولا سيما في العالم القروي”، مسجلا أن المملكة تزود بريطانيا بالعديد من المنتجات الفلاحية والصناعية-الزراعية، وبالتالي يتعين العمل على الارتقاء بالعلاقات مع الفاعلين في هذا البلد.
من جهتها، قالت المديرة العامة لـ “موروكو فوديكس”، غيثة الغرفي، إنه على الرغم من العلاقات طويلة الأمد بين البلدين، إلا أنه لا تزال هناك العديد من فرص التعاون التي يتعين استكشافها، مؤكدة أن المغرب أبرم عدة اتفاقيات للتبادل الحر ظلت قائمة بالنسبة للمملكة المتحدة بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي.
وأضافت أن السوق البريطانية تمثل في الوقت الراهن نحو 1 في المائة من واردات المغرب و4 في المائة من صادراته حول العالم، مبرزة أهمية القطاع الفلاحي ومنتجات الصناعة الغذائية في هذه المبادلات.
وحسب المنتجات، أشارت السيدة الغرفي إلى أن الخضراوات تتصدر الصادرات المغربية نحو المملكة المتحدة، مشيدة بجودة منتجات الصناعة الغذائية، وبأرقام المعاملات المتصاعدة على مستوى التصدير.
ولفتت، في هذا الصدد، إلى أن مؤسسة “فوديكس” التابعة لوزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات تتكفل بمراقبة الجودة وتنسيق الصادرات على مستوى منتجات الصناعة الغذائية.
من جانبه، أكد المفوض التجاري للمملكة المتحدة بإفريقيا، جون همفري، أن بلاده تثمن التعاون مع المغرب، وأن الاتفاقيات بين البلدين كثيرة ومتعددة، مشيدا بالشراكات التي تهم البحث العلمي ومبادرات المغرب المرتبطة بمكافحة التغير المناخي.
وأشار إلى أن الذكرى السنوية الثانية لاتفاقية الشراكة بين البلدين شكلت مناسبة لتعزيز الشراكة، وتوسيع نطاق المحادثات لتشمل عدة مجالات، بما في ذلك الاستثمار، معلنا أن مجالات أخرى ستكون جزء من الشراكات المستقبلية.
وأبرز أن الملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب يمثل مناسبة لإماطة اللثام عن التقدم التكنولوجي المحرز في القطاع الفلاحي، والذي من شأنه تعزيز الترابط، معتبرا أن المشاركة في الملتقى تشكل امتيازا حقيقيا لبلاده.
بدوره، قال رئيس فيدرالية الغرف الفلاحية بالمغرب، لحبيب بنطالب، إن المملكة المتحدة تعد بالنسبة لمهنيي ومنتجي القطاع سوقا بالغ الأهمية في ما يتعلق بمستقبل العلاقات التجارية.
كما أشاد بجودة وجدية المبادلات التجارية مع المملكة المتحدة، معربا عن تطلعه إلى تعزيز الصادرات نحو هذا السوق.
ودعا، في هذا الإطار، إلى توحيد معايير الجودة بالنسبة لمختلف وحدات وشبكات التوزيع الإنجليزية وتبسيط المساطر المتعلقة بتصدير المنتجات الفلاحية المغربية نحو المملكة المتحدة، مبرزا أنه في بعض الحالات، من شأن بعض المساطر الحد من الكميات الموجهة للتصدير.
يشار إلى أن منتدى التعاون المغربي-البريطاني، الذي ترأسه وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، محمد صديقي، بمعية وزير التنوع البيولوجي والشؤون البحرية والقروية البريطاني، اللورد ريتشارد بينيون، شكل فضاء للنقاش بين الفاعلين والمهنيين من كلا الطرفين حول جوانب تهم تعزيز التعاون والشراكة والمبادلات في القطاع الفلاحي والصناعة الغذائية، وكذا على الأصعدة التقنية والتجارية والمقاولاتية.