حزب العدالة والتنمية بين الانتقادات وضياع الرؤية السياسية
محمد الزكراوي
في محاولة لإلقاء الضوء على الأداء الحكومي وبحث تسجيل أهداف غير شرعية، نظم حزب العدالة والتنمية يوم الثلاثاء المنصرم، في الرباط ندوة لتقييم المرحلة الأولى لعمل الحكومة، وهو ما يعتبر بمثابة خطوة جديدة وغير مألوفة. ومن بين المفاجآت التي خلَّفتها هذه الندوة، اعتراف الأمين العام للحزب، عبد الإله ابن كيران، بالمسؤولية عن هذه البادرة، التي تنافي الأعراف السياسية السائدة.
تجسدت خطوة البيجيدي هذه في سياق يعكس تحولا في النهج السياسي، حيث يُظهر الحزب، الذي يعتبر من أبرز أطراف المعارضة، اهتمامه بالنقد الفني لأداء الحكومة، بدلا من تقديم رؤية تنموية بديلة، وتبدو هذه الخطوة استمرارا لنمط الانتقاد السطحي الذي طبع خطاب البيجيدي في الفترة الأخيرة، مما يثير التساؤلات حول ما إذا كان الحزب يعيش فعلا حالة من فقدان الرؤية التنموية، كما يشير البعض.
إضافة إلى ذلك، يتناول البيجيدي القضايا السياسية والاقتصادية بطريقة تقنية وميكانيكية، دون أن يندرج في إطار مشروع واضح للتنمية والتطوير، لتزداد بذلك الشكوك حيال قيمة المساهمة التي يقدمها البيجيدي للمشهد السياسي، خاصةً مع انعدام الرؤية الإستراتيجية والضعف في تقديم بدائل واضحة.
وفي الوقت الذي تواصل فيه الأغلبية تنفيذ برامجها الحكومية، رغم ضعف فعاليته، ينتظر المواطنون والمتتبعون السياسيون من الأحزاب المعارضة أدوارا أكثر فعالية، تتجاوز حدود النقد السطحي لتقديم رؤى بديلة واقتراحات بناءة تسهم في تحقيق التنمية والاستقرار.
في ختام هذا المقال، يتضح جليا أن حزب العدالة والتنمية يواجه تحديات جمة تتعلق بفقدان الرؤية التنموية وتبني نهج سياسي يعتمد بشكل كبير على الانتقادات الميكانيكية دون تقديم بدائل بناءة، ويبدو أن هذه التحديات تتطلب من الحزب إعادة النظر في إستراتيجيته السياسية والتركيز على تقديم رؤى تنموية واضحة تلبي تطلعات المواطنين وتعزز مسار التنمية والاستقرار في البلاد.
باختصار، يجب على حزب العدالة والتنمية أن يعمل على استعادة رؤيته التنموية وتقديم بدائل واضحة وملموسة تسهم في تحقيق التنمية المستدامة والاستقرار السياسي والاقتصادي في المغرب، هذا إن كانت له النية في العودة إلى عرش التسيير.