شهد يوم الثلاثاء 3 أكتوبر، انطلاق الدورة السابعة لاجتماعات الفضاء الجوي بالدار البيضاء، بمشاركة وزارة الصناعة والتجارة، والوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات والصادرات (AMDIE) بالتعاون مع تجمع الصناعات المغربية في الطيران والفضاء (GIMAS) وAdvanced Business Event (ABE)، والذي يجمع القادة والمهنيين في مجال صناعات الطيران والفضاء الوطنية والدولية في الفترة من 3 إلى 5 أكتوبر 2023.
على مدى السنوات القليلة الماضية، رسخت اجتماعات الفضاء الجوي بالدار البيضاء مكانتها كحدث أساسي في قطاع الطيران والفضاء. واستنادا إلى مفهوم المؤتمرات والاجتماعات رفيعة المستوى، تعد هذه المبادرة فرصة ممتازة لإنشاء جسور التبادل بين جميع الفاعلين في قطاع الطيران والفضاء المتمركزين في المغرب والمانحين وموردي المعدات الدوليين من أجل إقامة شراكات و اتفاقياتواسعة النطاق.
بدأت الجلسة الافتتاحية، التي هدفت إلى عرض التحديات الأساسية ووجهات النظر في مجال صناعة الطيران، بكلمة لعلي صديقي، المدير العام للوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات والصادرات (AMDIE)، وعفاف السعيدي، مديرة الطيران بوزارة الصناعة والتجارة، ثم أخذ الكلمة كل من سعيد بنحجو، رئيس تجمع الصناعات المغربية في الطيران والفضاء GIMAS، وفريديريك باريسو، المندوب العام لتجمع صناعات الطيران والفضاء الفرنسية GIFAS.
وصرح علي صديقي، المدير العام للوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات والصادرات AMDIE، أن: “مجال الطيران يمثل قطاعا استراتيجيا بالنسبة للمغرب، في الواقع، بلدنا، تحت القيادة المستنيرة لجلالة الملك محمد السادس، قد وصل إلى مستوى من النضج مما يسمح له باغتنام كافة الفرص المتاحة له. وقد أصبحت اجتماعات الفضاء الجوي بالدار البيضاء منصة ممتازة لمناقشة تحديات هذا القطاع ودعم الصناعات الصغيرة والمتوسطة من خلال توضيح كيف يمكن للمغرب أن يكون بديلا. نحن لا نمتلك موارد بشرية شابة ومؤهلة فحسب، بل يمكننا المساعدة في إزالة الكربون من هذا القطاع من خلال الطاقة الخضراء التنافسية”.
وذكرت عفاف السعيدي، مديرة الطيران بوزارة الصناعة والتجارة، أن الرؤية المتبصرة لجلالة الملك محمد السادس، مقرونة بالتزام اقتصادي واستراتيجي قوي، جعلت من المغرب منصة جاذبة للفاعلين الكبار في قطاع الطيران. واغتنمت الفرصة لدعوة المانحين إلى: “استكشاف الإمكانات اللامحدودة التي يقدمها المغرب، وبيئتنا المنفتحة والملائمة للأعمال، وبنيتنا التحتية المتطورة والتزامنا بالصناعة، تجعل بلادنا وجهة مفضلة للمستثمرين في مجال الطيران”.
في هذا السياق الديناميكي والإيجابي، تنعقد الدورة السابعة لاجتماعات الفضاء الجوي في الدار البيضاء. وهو الحدث الذي شهد مشاركة أكثر من 650 شخصاً من بينهم 250 شركة تمثل 20 دولة.
وشهدت هذه النسخة مشاركة وفد كبير من المصنعين مثل إيرباص، وبوينغ، وبرات آند ويتني كندا، وكولينز إيروسبيس وغيرهم الكثير.
وقد تمت مناقشة العديد من المواضيع بما في ذلك “الصعود القوي للتميز التشغيلي في المغرب”، و”جودة رأس المال البشري، العامل الرئيسي للصناعة 4.0″، وأخيرا “الأمن السيبراني: التزام المغرب بالرقمنة”، وهي المواضيع التي أثارت مناقشات وتأملات حول آفاق تطوير قطاع الطيران في المغرب.
وأشار سعيد بنحجو، رئيس تجمع الصناعات المغربية في الطيران والفضاء GIMAS، إلى أن “المغرب يشهد اليوم مشاريع هيكلية كبرى، تهم الأساسيات الرئيسية التي تجعل الصناعة بأكملها ناجحة، مثل مجال الطاقة من خلال استثمارات ضخمة في الهيدروجين، الرأسمال البشري، البطاريات الكهربائية وغيرها. وهذا يعني أننا هنا، بفضل الرؤية المستنيرة لجلالة الملك محمد السادس، نعرف إلى أين نتجه، ونمنح أنفسنا الوسائل لتحقيق طموحاتنا”.
انطلاقا من موقعها كمركز صناعي، تستفيد المملكة من منصة طيران ذات مستوى عالمي وبيئة جذابة وتنافسية مع واحدة من أكثر المنظومات ديناميكية في العالم: أكثر من 142 شركة تعمل في صناعات الطيران والفضاء في المغرب. القطاع الذي يوظف 20 ألف شخص، يحقق مبيعات تصديرية تبلغ ملياري دولار، ويصل معدل الاندماج فيه إلى 40%، ومتوسط نمو 20% سنويا، أي 4 مرات أكثر من المتوسط العالمي، و5 أضعاف نمو الناتج المحلي الإجمالي. هناك العديد من المؤشرات التي تشهد على الأداء الجيد الذي ينوي المغرب الحفاظ عليه.
ويواصل المغرب، كوجهة ذات إمكانات نمو عالية، دمج التكنولوجيات المبتكرة ذات القيمة المضافة العالية ويؤكد موقعه الاستراتيجي على الخريطة العالمية لبناء الطيران لتلبية المتطلبات الجديدة التي يمليها السوق العالمي للطيران والفضاء.