فتح متحدثون من مشارب متعددة، أمس الاثنين بالرباط، النقاش حول موضوع التراث الشفهي وسبل الحفاظ عليه، وذلك ضمن فعاليات الدورة الـ 28 للمعرض الدولي للنشر والكتاب.
وشكل هذا اللقاء فرصة لاستعراض التجارب المغربية والكيبيكية والفرنسية فيما يتعلق بالاهتمام بالتراث الشفهي وسبل الحفاظ عليه، بالإضافة إلى التغييرات الكبيرة المرتبطة بعلاقة الشباب بهذا التراث.
وأكد المتدخلون أن الكتابة تساهم بشكل كبير في الحفاظ على التراث الشفهي، وتعتبر همزة وصل لجعل “الأصوات غير المسموعة مسموعة”، مثل أصوات نساء السكان الأصليين في كيبيك، اللواتي تنشر قصائدهن بشكل متزايد باللغة الأصلية.
واعتبروا أنه يتعين، على المستوى المغربي، بذل المزيد من الجهود من أجل تعزيز هذا المجال من خلال البرامج الثقافية، تدعيما للعمل الذي تقوم به الجهات المؤسساتية المعنية، مثل تنظيم المهرجان الدولي للقصة في الرباط، الذي ساهم إلى حد كبير في تسليط الضوء على هذا التراث.
كما أبرز الخبراء المشاركون في اللقاء أن المجال الشفهي هو “تجمع الأفراد معا في عالم صار فرديا بشكل متزايد”، مشددين على دور الكتاب في نقل التراث وانتشاره.
وفي هذا الصدد، دعا المتدخلون إلى ضرورة إعادة اكتشاف التراث الشفهي، والتكيف مع العالم الرقمي لسد الفجوة التي لا تزال قائمة في الحفاظ عليه.
وأبرزوا أهمية تجنب أي “فجوة بين الأجيال” فيما يتعلق بالمجال الشفهي مع تعلم “لغتين أو ثلاث لغات أجنبية” لتسهيل الحوار مع الآخر، مشددين على أهمية اعتماد حلول مبتكرة للحفاظ على التراث الشفهي.
يشار إلى أن الدورة ال28 للمعرض الدولي للنشر والكتاب تنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، من قبل وزارة الشباب والثقافة والتواصل، وبشراكة مع ولاية جهة الرباط سلا القنيطرة ومجلس جهة الرباط سلا القنيطرة.
وتعرف الدورة التي تتواصل إلى غاية 11 يونيو الجاري، بمشاركة 661 كاتب ومفكر وشاعر مغربي وأجنبي يضيئون سماء هذا المعرض الدولي بإسهاماتهم الفكرية.