بسمة الرياضي-ومع
بغنى معالمه التاريخية وتراثه الثقافي الأصيل، طور المغرب عرضا سياحيا من المستوى الرفيع، لا سيما من خلال افتتاح العديد من المتاحف والمواقع التاريخية، مما جعله قادرا على المراهنة على هذا المجال الواعد بغية تعزيز الترويج للمغرب كوجهة سياحية والارتقاء بالعرض السياحي للبلاد.
وقد شرعت المملكة فعلا في تثمين إمكاناتها الثقافية الغنية والمتنوعة من أجل تطوير عرض متكامل وجذب المزيد من السياح المهتمين بالتراث والثقافة.
ولتحقيق ذلك، يراهن الفاعلون في قطاع السياحة على إمكانات البلاد التي تمثل العلامة الفارقة في هويتها الثقافية، كالمتاحف والمعالم التاريخية والتقاليد والصناعة التقليدية والفنون والمدن العتيقة المدرجة ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي.
ومن هذا الإطار يأتي افتتاح صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء، في شهر يناير الماضي، للمتحف الوطني للحلي، الذي ينبع من رغبة في النهوض بالثقافة والفنون، وتسليط الضوء على التراث الثقافي الوطني بشتى أنواعه.
وتقدم هذه السينوغرافيا الجديدة لمحة شاملة عن جغرافيا المغرب، ولا سيما الخصوصيات الثقافية لكل جهة، ولنقاط الالتقاء، ولتاريخ البلاد. ومن خلال المجموعة المعروضة المكونة من قطع ذات قيمة ثقافية وتاريخية وجمالية كبيرة، يتيح هذا المتحف للزائرين الفرصة لاكتشاف تاريخ المجوهرات والتعرف على أصلها وحقبتها وتنوعها، إلى جانب إبراز خصوصيات كل جهة.
وبمجرد افتتاحه، حطم المتحف الوطني للحلي كل الأرقام القياسية ودخل بقوة إلى المشهد المغربي للمتاحف، حيث عرف إقبالا بما يناهز 40 ألف زائر في ظرف ثمانية أيام من افتتاحه، مؤكدا شغف السياح المحليين والأجانب بالثقافة المغربية.
ومن جهته، أثار المعرض والمتحف الدولي للسيرة النبوية والحضارة الإسلامية، المقام حاليا بمقر منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) بالرباط، اهتماما غير مسبوق لدى عشاق الثقافة.
وتجاوز عدد زوار المعرض عتبة النصف مليون زائر خلال شهرين من افتتاحه الرسمي من طرف صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن.
ومنذ فتح أبوابه للجمهور يوم 28 نونبر 2022، شهد هذا المعرض إقبالا متزايدا، حيث تزدحم أروقته بزوار من جميع الفئات العمرية ومن مختلف المدن المغربية لاكتشاف أجنحته وأقسامه المختلفة التي تحاكي بالتفصيل حياة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، باستخدام تقنيات الواقع المعزز.
وتشهد هذه الإنجازات وغيرها على مشاعر الحماس إزاء الثقافة المغربية، باعتبارها نافذة واعدة تتيح فرصا ضخمة أمام قطاع السياحة الوطني، وهو ما يستدعي استغلالها من أجل الدفع بالبلد وجعله من رواد السياحة الثقافية حول العالم.