ويعد فيلم “عند بوابة الخلود”، الذي شارك في كتابته وإخراجه جوليان شنابل، وأصدر سنة 2018، عبارة عن سيرة ذاتية درامية أمريكية -بريطانية -فرنسية، تغوص في عمق السنوات الأخيرة من الحياة المضطربة لفنسنت فان غوخ. ويتناول الفيلم إقامته المثيرة في باريس سنة 1888، والتي احتك فيها بفنانين آخرين وانغمس في روح المدينة النابض بالحياة، ثم فترة استقراره بمدينة آرل الساحرة والمعزولة، وحلمه بإنشاء “جماعة من الفنانين”.
كما يستعرض الفيلم، الذي يحيل عنوانه إلى أحد الأعمال الشهيرة لفان غوخ، النظرية المثيرة للجدل التي طرحها كاتبا السيرة الذاتية، ستيفن نايفي، وغريغوري وايت سميث، والتي ترجح، حسبهما، وفاة الفنان بسبب قتل غير متعمد وليس انتحارا، وبالتالي التشكيك في التصور الشائع لنهايته المأساوية.
ويدعو شنابل المشاهدين، من خلال المحسنات البصرية المثيرة والأداء المتقن، إلى الشعور بشغف فان غوخ الشديد بفنه، وكذا الوحدة العميقة التي رافقته.
ويقدم ويليم دافو، في دور البطولة، أداء مثيرا يبرز الصراعات الداخلية التي عانى منها فان غوخ. وبفضل فريق تمثيل استثنائي، يتميز الفيلم كذلك بحضور روبرت فريند، وأوسكار إسحاق، ومادس ميكلسن، وماتيو أمالريك، وإيمانويل سيغنر، ونيلز أريسترب.
وقد حظي هذا الفيلم الطويل، الذي لقي إشادة من النقاد، بترشيحات لجوائز مرموقة من قبيل الأوسكار، والأسد الذهبي، بالإضافة إلى ثلاث جوائز في مهرجان البندقية السينمائي، بما في ذلك جائزة أفضل مخرج لشنابل، وكأس فولبي لأفضل ممثل لويليم دافو.
وافتتح معرض “مذكرات السفر”، الذي يستكشف العوالم الفريدة لأربع شخصيات رئيسية في المشهد الفني المعاصر بنيويورك، في أبريل الماضي بمتحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر، ويستمر إلى غاية 31 أكتوبر الجاري.
ويعد هذا المعرض، الذي يجمع أربعة رسامين معاصرين مشهورين عالميا من نيويورك هم هيلين ماردن، وبريس ماردن، وفرانشيسكو كليمنتي، وجوليان شنابل، بمثابة دعوة لاكتشاف مناهجهم ومسار سفرهم حول العالم مستلهمين من ثقافات متنوعة ومختلفة.
وتسلط الأعمال الفنية المعروضة، من تنسيق فيتو شنابل، الضوء على تأثير الوجهات المختلفة التي تم اكتشافها من خلال رحلاتهم، بحثا عن آفاق أيقونية واستطرادية جديدة.
ويعد فنسينت فان غوخ، الذي ولد في 30 مارس سنة 1853 بغروت-زونديرت (هولندا) والمتوفى في 29 يوليوز 1890 بأوفير سور-أواز (فرنسا) في سن الـ 37، رساما ومصمما هولنديا. وقد استلهمت أعماله من الانطباعية والنقطية، كما تكشف عن الرسم المتحرر والتعبيرية.