أكد المدير الإقليمي العام لإفريقيا الشمالية لدى بنك الإفريقي للتنمية، محمد العزيزي، أمس الخميس بمكناس، أن الجهود التي يبذلها المغرب في مجال التحول المستدام ينبغي أن تلهم الدول الإفريقية الأخرى.
جاء ذلك خلال المؤتمر الوزاري السنوي لمبادرة تكييف الفلاحة الإفريقية مع التغيرات المناخية المنعقد على هامش الدورة الخامسة عشرة للملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب.
وأوضح العزيزي أن بنك التنمية الإفريقي ومبادرة تكييف الفلاحة الإفريقية مع التغيرات المناخية (تريبل أ) يتقاسمان رؤية مشتركة للتنمية الفلاحية بإفريقيا، مشيرا إلى أن الأمر يتعلق خاصة بالتنمية المتمحورة حول الأمن الغذائي، والصمود في مواجهة التغير المناخي والالتزام بأهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة.
وفي هذا الصدد، شدد على التزام بنك التنمية الإفريقي بخصوص دعم مبادرات التصدي للتغير المناخي ومساعدة الاستثمارات المستدامة في القطاعات الفلاحية للدول الأعضاء.
وأشاد العزيزي بإنجازات مبادرة تكييف الفلاحة الإفريقية مع التغيرات المناخية في مجال مواكبة المشاريع الفلاحية، مبرزا أن الملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب حدث له رؤية واضحة للكفاءات والموارد التي يتميز بها المغرب. وأضاف أن العمل المشترك والمزيد من التعاون بين البلدان عوامل ضرورية لتحقيق تعاون أكبر بين الدول الإفريقية.
من جهته، صرح تشارلز نهيماشينا، المدير الإقليمي للمركز العالمي للتكيف، أن عواقب الأزمات الدولية، بما في ذلك الظواهر الجوية، تؤثر بشكل ملحوظ على إفريقيا، داعيا إلى إرساء تدابير التكيف والتقارب لتحقيق الاتزان ولاسيما في القطاع الاقتصادي.
وقال إن قدرة الأنظمة على الصمود والبحث عن فرص للتنمية والتعاون أمور مهمة لأجندة تعزيز الاستدامة وتكيف المجتمعات.
وعلاوة على ذلك، أبرز نهيماشينا ضرورة تعديل حلول الانتقال المستدام من أجل تمكين الدول الإفريقية من تتبع الوتيرة المتقدمة للتطورات التكنولوجية، مشجعا على خلق المزيد من الأنشطة من أجل تنفيذ مختلف توصيات مؤتمر الأمم المتحدة بشأن التغيرات المناخية 2022 (المؤتمر السابع والعشرون للأطراف).
وتجدر الإشارة إلى أن مبادرة تكييف الفلاحة الإفريقية مع التغيرات المناخية (تريبل أ) ا طلقت بالمغرب خلال المؤتمر الثاني والعشرين للأطراف (كوب 22) بمراكش في الفترة الممتدة ما بين 7 و18 من شهر نونبر سنة 2016 بهدف الإسهام في الأمن الغذائي الإفريقي، وتحسين ظروف عيش الفلاحين المستضعفين والنهوض بالشغل القروي عن طريق التشجيع على ممارسات التكييف مع التغير المناخي مع تعزيز كفاءات الفاعلين وتوجيه التدفقات المالية نحو الفلاحين الأكثر هشاشة.
وتأتي مبادرة تكييف الفلاحة الإفريقية مع التغيرات المناخية استجابة لاتفاق باريس حول التغير المناخي من خلال مساعدة الدول الإفريقية على تفعيل شبكات توزيع المحتوى الخاصة بهم والتي تعبر عن التزاماتهم الفردية بتقليص الانبعاثات والتكيف مع التغير المناخي.