أربعة أسئلة للرئيسة التنفيذية للمركز الدولي للذكاء الاصطناعي بالمغرب، المعتمد كمركز للفئة الثانية بالنسبة لليونسكو
جرى، مؤخرا بباريس، اعتماد المركز الدولي للذكاء الاصطناعي بالمغرب، “حركة الذكاء الاصطناعي” (AI Movement)، التابع لجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية بالرباط، كمركز للفئة الثانية بالنسبة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو).
وفي هذا الحديث مع وكالة المغرب العربي للأنباء، تسلط الرئيسة التنفيذية للمركز، أمل الفلاح سغروشني، الضوء على مزايا هذا التصنيف من قبل اليونسكو. كما تناقش التأثير المحتمل للذكاء الاصطناعي على التنمية في المغرب وإفريقيا، فضلا عن نقاط اليقظة الأخلاقية المرتبطة بهذا التقدم التكنولوجي.
1- لقد جرى اعتماد مركز “حركة الذكاء الاصطناعي” رسميا من قبل اليونسكو كمركز من الفئة الثانية. ماذا يعني هذا الأمر بالنسبة لكم ؟ وما المزايا التي يقدمها هذا التصنيف للمركز ؟
تم إحداث “حركة الذكاء الاصطناعي” بهدف إنشاء مركز إقليمي للتميز في الذكاء الاصطناعي وعلوم البيانات، ذو نطاق مغربي، ولكن أيضا إفريقي ودولي. وبالتالي، فإن هذا التصنيف هو بمثابة تكريس للمركز الذي يوجد منذ عامين ونصف.
وسيتيح هذا الاعتماد تسليط المزيد من الضوء على المركز، سواء على المستوى القاري والدولي، كما سيسمح لنا أيضا بإقامة روابط مع مراكز التميز الأخرى، لاسيما مراكز اليونسكو، حول مواضيع الذكاء الاصطناعي وعلوم البيانات.
ومن المؤكد أن هذا الاعتماد سيوفر لنا الوسائل التي ستسمح لنا بمواصلة تطوير أنشطتنا، فهذا فخر كبير لنا.
2- ما هو التأثير المحتمل للذكاء الاصطناعي على تنمية المغرب وإفريقيا ؟
يعتبر الذكاء الاصطناعي اليوم “عاملا لتغيير قواعد اللعبة” في الاقتصاد الإفريقي والدولي. والعديد من المؤشرات تشير إلى أن الاقتصاد العالمي سينمو بفضل، ومع هذا التقدم التكنولوجي، الذي يمتلك القدرة على إحداث تأثير اجتماعي واقتصادي كبير في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك في إفريقيا.
وتتمحور الأنشطة داخل مركز “حركة الذكاء الاصطناعي” حول أربعة محاور رئيسية: هي الصحة والبيئة والتأثير الاجتماعي والاقتصادي. وبالتالي، سيساعد الذكاء الاصطناعي في تعزيز الصناعة والاقتصاد والتعليم والصحة. وفي الواقع، فإن جميع مجالات الحياة تتأثر اليوم بهذا العلم.
3- ما هي الانشغالات التي ينبغي طرحها، خاصة على المستوى المجتمعي ؟
على المستويين المغربي والإفريقي، يتمثل التحدي الحقيقي في تكوين الساكنة على هذه التقنيات الجديدة. واليوم، نلاحظ ظهور انقسام اجتماعي ناجم عن الذكاء الاصطناعي. لذا فإن التحدي الأول هو إيجاد المواهب للعمل في هذا المجال، ويكمن التحدي الآخر في تدريب الأجيال الشابة على التكنولوجيات الناشئة الجديدة.
هناك أيضا تحديات تتعلق بمقبولية الذكاء الاصطناعي على المستوى المجتمعي، لكن مسألة المقبولية تنشأ بسبب نقص المعرفة بالموضوع. أعتقد أن تكوين الأجيال الجديدة على نطاق أوسع، وكذا تكوين الأجيال النشطة من خلال “تحسين مهارات” (upskilling) و”إعادة تشكيل مهارات” (reskilling)، يمثل تحديا حقيقيا للسنوات العشر إلى الخمس عشرة المقبلة .
4- ما هي النقاط الأخلاقية التي يجب الانتباه إليها في استراتيجية الذكاء الاصطناعي ؟ أولا، لا بد من وضع استراتيجية وطنية، وهو ما لم يحدث بعد في العديد من الدول الإفريقية. ففي المغرب، بدأنا نتحدث عن ذلك، لكن علينا أن نعمل بجدية أكبر ونسرع الوتيرة.
واليقظة الأخلاقية هي نفسها دائما: فهي تعني التأكد من أن استخدامات الذكاء الاصطناعي التي سنقوم بها هي أخلاقية ومسؤولة (الكرامة الإنسانية، وحماية البيانات والبيانات الشخصية، وعدم التمييز، وغيرها). وقد تم تناول هذه القضايا على نطاق واسع في توصيات اليونسكو الأخلاقية والتوصيات الأخرى على المستوى العالمي.
لذلك من الضروري اليوم تطوير الذكاء الاصطناعي، ولهذا يجب أن تكون لدينا رؤية واضحة لاستراتيجية وطنية وإفريقية. ويجب علينا إذن أن نجمع الفاعلين في المغرب وإفريقيا حول هذه القضية التي أصبحت أكثر من ملحة في الوقت الراهن.