في زمن تاهت فيه الرياضة بين زوايا الحسابات الضيقة، وضاعت قيمها النبيلة وسط ضجيج المصالح ورداءة المحتوى، تستعد جريدة “الأول للأخبار” التابعة للشركة الإعلامية “فورست وان ميديا” لإطلاق برنامج إعلامي جديد يحمل شعلة أمل لتسليط الضوء على خبايا الرياضة المغربية بمختلف ألوانها.
بودكاست “هذا ما كان” لن يكون مجرد برنامج، بل رحلة عميقة في أعماق القصص الإنسانية التي صنعت أبطالا، ونسجت ذكريات لا تنسى على سجادة الملاعب، بل حوار حي بين الماضي والحاضر، حيث تتقاطع خطوات الأبطال الذين أنهكتهم المسارات الطويلة، مع آمال شباب ينتظر إشراقة يومه.
هذا البودكاست، الذي يقدمه الإعلامي سفيان أريكو بمعية طاقم إعلامي شاب، سيُخرج الرياضة من أسر الأرقام الجافة والتحليلات الروتينية، ليعيدها إلى جوهرها الحقيقي: قصص إنسانية نابضة بالعرق، والتحدي، والدموع، ولن يكون مجرد حديث عابر، بل منصة لإحياء ذكريات المجد، وسرد لحظات الانكسار، وتسليط الضوء على تفاصيل نادراً ما يلتفت إليها الإعلام التقليدي.
“هذا ما كان” سيجمع بين دفتيه قصص أبطال كتبوا أسماءهم بأحرف من ذهب، وأخرى لأشخاص قاتلوا في الظل دون أن تنصفهم الأضواء، من خلال ميكروفون لا يبحث عن التصفيق، بل يفتش عن الحقيقة، سيتاح للضيوف التعبير عن تجاربهم بكل صدق، ليعيدوا رسم الصورة من زاوية إنسانية بعيدة عن ضجيج النتائج والتتويجات.
البودكاست لن يخاطب جمهورا نخبويا فحسب، بل سيكون أقرب إلى لغة الناس البسيطة، تلك التي تشبه رائحة خبز الصباح وهتافات الجماهير في ليلة نهائي حاسمة، هو رسالة موجهة إلى الجميع: من مشجعي المدرجات الشعبية إلى صناع القرار والمنصات الإعلامية الكبرى.
ليس هدفنا من “هذا ما كان” تسليط الضوء فقط على الأبطال الذين صنعوا الأمجاد، بل أيضا إعطاء مساحة لأولئك الذين قاتلوا بعيدا عن عدسات الكاميرات، وساهموا في صناعة الرياضة من مواقعهم المتواضعة، وهو أيضا دعوة لإلهام جيل جديد لا يطمح فقط للتتويج بالكؤوس، بل للتتويج بالقيم النبيلة التي تشكل جوهر الرياضة.
“هذا ما كان” ليس مجرد إضافة للمحتوى الإعلامي، بل صرخة تُذّرنا بأن الرياضة ليست تجارة، بل قصة، حلم، ودرس عظيم في الحياة، وعندما تنشر أولى حلقاته عبر منصات “الأول للأخبار”، ستكون بمثابة مرآة تعكس ما كنا عليه، وما يمكن أن نكون عليه، إن نحن عدنا إلى روح الرياضة الحقيقية: الإنسانية.