شهد نادي الرجاء الرياضي واحدة من أبرز اللحظات المفصلية في تاريخه الحديث، برحيل الحارس العملاق أنس الزنيتي، الذي أمضى قرابة عقد من الزمن مدافعا عن عرين الفريق الأخضر، بعد اتفاق بين الطرفين لفسخ العقد بالتراضي، في وقت يشهد فيه الفريق سلسلة من الأزمات التي أثرت على أدائه الفني والإداري.
التحق أنس الزنيتي بنادي الرجاء الرياضي صيف 2015 قادما من المغرب الفاسي، وكان خلال هذه السنوات رمزًا للثبات والتألق، حيث ساهم في تتويج الفريق بعدة ألقاب محلية وقارية، أبرزها كأس الكونفدرالية الإفريقية في مناسبتين، وكأس السوبر الإفريقي عام 2019، وكأس محمد السادس للأندية الأبطال عام 2021، ومع كل هذه الإنجازات، كان الزنيتي حاضرًا في كل لحظة حاسمة، ليترك بصمة لا تُنسى في تاريخ النادي وجماهيره.
رحيل الزنيتي جاء بطلب منه خلال فترة الانتقالات الشتوية الحالية، لينتقل إلى فريق الوصل الإماراتي رغبة منه في البحث عن تحديات جديدة خارج أسوار الرجاء، ولكن هذا القرار أثار تساؤلات عديدة حول الأجواء داخل الفريق، خاصة أن الزنيتي ليس اللاعب الوحيد الذي يغادر؛ فقد سبقه المهاجم الجزائري يسري بوزوق، مما يُظهر أن هناك اضطرابات تؤثر على الاستقرار العام.
النادي الأخضر يعيش واحدا من أصعب مواسمه على الإطلاق. تغيير أربعة مدربين خلال نصف موسم، تراكم المشاكل الإدارية، وتأخر المستحقات المالية للاعبين، كلها عوامل جعلت غرفة الملابس ساحة للصراعات بدلا من الوحدة، وهذه الأزمات انعكست بشكل مباشر على أداء الفريق، حيث يقبع الرجاء في المركز التاسع بالدوري الاحترافي، ويواجه خطر الإقصاء المبكر من دوري أبطال إفريقيا.
رحيل الزنيتي دليل على أن الرجاء الرياضي بحاجة إلى إعادة ترتيب أوراقه بشكل جذري، فجماهير النادي، التي لطالما كانت الداعم الأول للفريق، باتت تطالب بتغيير حقيقي يشمل الإدارة الفنية والمكتب المسير، فرغم أن الرجاء يملك إرثا رياضيًا غنيا وتاريخا مشرفا، إلا أن الأزمات الداخلية تُهدد مستقبل النادي.
انتقال أنس الزنيتي إلى الوصل الإماراتي ليس مجرد حدث عابر في مسيرته أو تاريخ الرجاء، بل هو جرس إنذار ينبّه الجميع إلى ضرورة التحرك العاجل لإنقاذ هذا الصرح الرياضي من الانهيار، فهل ينجح الرجاء في استعادة أمجاده، أم أن أزماته ستظل تطارده؟ الأيام القادمة كفيلة بالكشف عن الإجابة.