انعقدت، أمس الاثنين، الدورة الخامسة للمجلس الإداري لمدرسة الفنون والمهن بالرباط، تحت رئاسة وزير الصناعة والتجارة، رياض مزور.
وشكل هذا الاجتماع، المنعقد بحضور المدير العام لمدرسة الفنون والمهن ParisTech، لوران شامباني، والكاتب العام لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، محمد الخلفاوي، فضلا عن أعضاء المجلس، فرصة لاستعراض حصيلة الإنجازات الإيجابية، لا سيما في مجال التحاق الطلبة وكذا توسيع طاقم التأطير والأساتذة الباحثين، مع تحديد تطلعات سنة 2025.
وفي تصريح للصحافة بالمناسبة، قال مدير التكوين في مهن الصناعة والتجارة والاقتصاد الرقمي وفي مجال المبادرة المقاولاتية، رشيد البوعزاوي، إن المدرسة تطمح إلى تكوين جيل جديد من المواهب، سواء من درجة البكالوريوس أو المهندسين، القادرين على مواكبة تطور الصناعة المغربية، مع إيلاء اهتمام خاص بالتكنولوجيا النظيفة، والرقمية والإنتاجية، للاستجابة لمتطلبات مكونات صناعة المستقبل.
وأكد المسؤول، في ذات السياق، أن المدرسة تسعى إلى أن تصبح مركزا رائدا في البحث العلمي، من خلال التركيز على مواضيع رئيسية مثل الطاقة، الماء، التنقل، والذكاء الاصطناعي، مشيرا إلى أن هذه المجالات، التي توجد في صلب الاهتمامات الحالية، تمثل رهانات هيكلية للاقتصاد الوطني وصناعته المستقبلية.
من جانبه، أكد مدير مدرسة الفنون والمهن بالرباط، المهدي السبتي، أن المدرسة تندرج تماما في إطار الزخم الصناعي المميز الذي يشهده المغرب، وتطمح إلى أن تصبح قطبا مرجعيا في مجال التعليم العالي والابتكار والبحث العلمي لدعم النمو الذي يعرفه المغرب.
ومن جهة أخرى، قام السيد مزور بزيارة لمرافق المدرسة، حيث اطلع عن كثب على المناهج البيداغوجية الحديثة والمنظومات التقنية المتطورة المعتمدة لتوفير تكوين رفيع المستوى ينسجم مع تطور احتياجات الصناعة الوطنية والاتجاهات الجديدة للصناعة على الصعيد الدولي.
كما أجرى الوزير عدة حوارات مع طلبة المدرسة، حيث ذكرهم بهذه المناسبة بأن المغرب ينتظر الكثير من مواهبه التي تشكل قوة حقيقية لبناء اقتصاد وطني فعال ومزدهر.
وتأسست المدرسة، التي هي ثمرة شراكة بين وزارة الصناعة والتجارة ومدرسة الفنون والمهن الفرنسية، من أجل مواكبة الارتقاء النوعي الذي تعرفه المقاولات بالمغرب والاستجابة للاحتياجات الصناعية الوطنية والقارية، وذلك من خلال تكوين المهندسين والأطر المتميزة وتطوير مبادرات البحث والابتكار، بغية جعل المدرسة منارة للتعليم العالي بالمغرب ومركزا تكنولوجيا حقيقيا بالنسبة لإفريقيا.
وفتحت المؤسسة أبوابها في شتنبر 2023، حيث أصبح بوسع الطلبة متابعة الدراسة لنيل شهادة الهندسة “Le Programme Grande Ecole Arts et Métiers”، أو شهادة بكالوريوس تكنولوجيات صناعة المستقبل التي تسلمها مدرسة الفنون والمهن، أو شهادة الإجازة المهنية.
وبعد اعتماد البرامج التكوينية والتحاق الأفواج الأولى من طلبة الهندسة والإجازة والبكالوريوس سنة 2023، تميز الدخول الجامعي 2024 بافتتاح المبنى البالغة مساحته 12.000 متر مربع بمقر جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية بتكنوبوليس سلا، وتوسيع طاقم التأطير والأساتذة الباحثين، وحصول مدرسة الفنون والمهن ParisTech على موافقة لجنة منح درجة المهندس لتسليم شهادة المهندس PGE بمدرسة الفنون والمهن بالرباط، فضلا عن الاعتراف من طرف الدولة المغربية.
وخلال شهر شتنبر، بدأ تكوين فوجين جديدين من طلبة الهندسة والإجازة أو بكالوريوس تكنولوجيات صناعة المستقبل.
ويرتقب خلال سنة 2025 رفع عدد الطلبة ليصل إلى 190 طالب، وتطوير منصات تكنولوجية متقدمة وبالخصوص ما يعرف بالمصنع التعليمي المتطور Evolutive Learning Factory وتكثيف الشراكات مع الفاعلين الصناعيين، ما سيعزز مكانة المدرسة كفاعل رئيسي في مضمار البحث والابتكار والصناعة.