وبفاس والجماعات القروية التابعة لها، رأت ما لا يقل عن 40 وحدة للتعليم الأولي النور، مما سيكون له أثر إيجابي على تنمية الفرد وتطوير الملكات المعرفية والاجتماعية والعاطفية للطفل، وكذا مساره الدراسي من التعليم الابتدائي إلى العالي.
وأفادت كوثر لحراري، إطار بقسم العمل الاجتماعي بعمالة فاس، بأنه في إطار برنامج الدفع بالرأسمال البشري للأجيال الصاعدة، تم إنجاز أربع وحدات من أصل 41 وحدة مبرمجة للتعليم الأولي على صعيد عمالة فاس.
وأوضحت أن إنجاز هذه الوحدات، التي تضم أزيد من 60 قسما للتعليم الأولي، كلف غلافا ماليا يفوق 19 مليون درهم، مضيفة أن هذا المبلغ يغطي إنجاز وتجهيز وتدبير هذه الوحدات، الذي تسهر عليه المؤسسة المغربية للنهوض بالتعليم الأولي.
وأشارت إلى أن أزيد من 1600 طفل، ذكورا وإناثا، يستفيدون من التعليم الأولي على مستوى عمالة فاس وثلاث جماعات قروية.
وأبرزت المسؤولة أن الإناث يشكلن حوالي 40 في المائة من المستفيدين، مشيرة إلى أنه سيتم خلال الأسبوع المقبل افتتاح خمس وحدات جديدة تتكون من عشر حجرات دراسية لتعميم هذا النوع من التعليم الذي يكتسي أهمية كبيرة بالنسبة للطفل.
ومن بين الوحدات التي شرعت في تقديم خدماتها، وحدة دوار آيت يعقوب التابعة لجماعة عين بيضا، قرب فاس، التي تستقبل الأطفال المنتمين للجماعة المتراوحة أعمارهم بين 4 و 6 سنوات.
وأشار المسؤول التربوي للوحدة بدرة الشادلي، إلى أن العمل داخل هذه الوحدة يهم مشروعين، القسم والمدرسة، بهدف تطوير القدرات والمهارات المعرفية للتلاميذ بالانفتاح على أنشطة موازية من شأنها تمكين الطفل من مهارات متعددة (طبخ، بستنة…).
ويهدف محور دعم التعليم الأولي إلى توفير تعليم ذي جودة للأطفال المنحدرين من الدواوير من أجل تسهيل اندماجهم في المنظومة التربوية.
ويأتي إحداث هذه الوحدات تنفيذا لاتفاقية شراكة تجمع المبادرة الإقليمية للتنمية البشرية والمؤسسة المغربية للنهوض بالتعليم الأولي، وتهم إحداث 41 وحدة لفائدة 410 أطفال تقل أعمارهم عن 6 سنوات.
وبالنظر إلى الأهمية البالغة للتعليم الأولي في النهوض بالرأسمال البشري، جعلت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية من هذا النوع من التعليم محورا أساسيا ضمن مرحلتها الثالثة، حيث أعطته خلال السنوات الأخيرة دفعة قوية، لاسيما في الوسط القروي عبر ربوع المملكة.
ويهدف البرنامج الرابع المتعلق بالدفع بالرأسمال البشري للأجيال الصاعدة إلى النهوض بالرأسمال البشري للأفراد طيلة حياتهم من خلال نهج مقاربة استباقية.
وتعمل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بمعية مختلف المتدخلين على تحسين جودة المنظومة التربوية، والحد من ظاهرة الهدر المدرسي. وتركز جهودها حول تدابير هادفة ومدروسة تستهدف التلاميذ في وضعية صعبة.