بعد مرور أزيد من خمسة أيام عن قتل الحرس الجزائري لشابان مغربيان ضلا طرؤقهما خلال ممارستهما لرياضة الركوب على الأمواج بشواطئ السعيدية، خرجت الجارة الجزائر عن صمتها، مقدمة رواية “مضحكة ومهتزة” لتبرير جريمتها.
وفي هذا السياق، قال محمد الغلوسي، رئيس الجمعية النغربية لحماية المال العام، إن رواية العسكر الجزائري التي أتت بعد صمت طويل، رواية مضللة، “بعدما تبين له أن ما أقدم عليه يشكل خرقا سافرا وانتهاكا واضحا لكل القوانين والأعراف الدولية”.
ويضيف الغلوسي، في تدوينة على جداره الفايسبوكي: “ولكي يضفي النظام الجزائري صبغة الشرعية على سلوك وفعل إجرامي متكامل الأركان ،واستباقا منه لأية مساءلة دولية محتملة وتجنب ردود الأفعال المنددة بهذا السلوك الأرعن ،فإنه عمد إلى توليف رواية مهزوزة صاغتها وزارة الدفاع الجزائرية تفيد من خلالها “أن قواتها البحرية وجهت تحذيرا وانذارا لهؤلاء الشباب الذين لم يعيروا أي اهتمام لذلك بل وأنهم قاموا بمناورات خطيرة …”
وأبرز الغلوسي أن الرواية الجزائرية رواية مضللة ومتهافتة تسعى إلى تبرير الجريمة وتوفير الحماية للجناة وبناء أدلة مفبركة، “هي رواية تحمل في صلبها أسباب انهيارها، ذلك أن هناك ناج من الحادث حكى بتفصيل ما وقع لرفاقه، تصريحات منسجمة وعفوية توضح وجود نية مبيتة للإنتقام من شبان عزال دون أن يشكلوا أية خطورة”.
وأشار الغلوسي إلى أن مايفيد أيضا أن الرواية مفبركة وتهدف إلى طمس الحقيقة وتبييض سلوك إجرامي ،خلافا للإدعاءات المزيفة لعسكر الجزائر، هو ارتكابه في أوقات سابقة لأفعال مماثلة وبشكل متواتر ،كما أن استعمال الشباب لوسيلة “جيتسكي “وظهورهم بملابس السباحة وعدم حملهم لأي سلاح وبوجوه مكشوفة وقبل غروب الشمس تفيد أن الأمر لا يتعلق بأي هجوم أو عمل يمكن أن يشكل خطورة ما.
وتابع الغلوسي في تدوينته قائلا ” إن رواية وزارة الدفاع الجزائرية لم تصدر إلا بعد تفكير عميق وحبك سيناريو إخراجها من أجل إضفاء الشرعية على جريمة نكراء ،وحتى نظرية الدفاع الشرعي لايمكن أن تسعف عسكر الجزائر في هذه الحالة لكون الأمر لايتعلق بأي هجوم وإنما بحالة تيه شباب وسط البحر ،كما أن هؤلاء الشباب لايحملون أي سلاح يمكن أن يشكل خطرا على البحرية الجزائرية مما يجعل التناسب منعدم بين شباب مسالم وضباط جزائريين مسلحين ونصبح بذلك أمام عمل إجرامي يتطلب المساءلة القانونية ومعاقبة الجناة حتى لاتتكرر مثل هذه الحوادث المأساوية”.