استضاف المركز الأمريكي للفنون مؤخراً العرض الأول في المغرب لفيلم وثائقي حائز على جائزة “Pan african film festival” بعنوان “إفريقيا وأنا”، الذي أخرجه عثمان زولاتي، المستكشف الموهوب والمخرج السينمائي. وقد حقق العرض نجاحًا كبيرًا وجذب العديد من المؤيدين ومحبي أعمال المخرج.
يتحدث الفيلم الوثائقي عن قصة جذابة لمغامر يبلغ من العمر 20 عامًا ترك كل شيء وراءه لتحقيق حلمه في استكشاف ربوع إفريقيا. وانطلق عثمان في رحلة من شمال إفريقيا إلى أقصى جنوبها، عبر المشي والتزلج وركوب الدراجات بمبلغ 80 دولارًا في جيبه. ويظهر الفيلم الوثائقي رحلته التي استمرت لمدة أربع سنوات تمتد على مسافة 30،000 كيلومترًا و24 دولة، حيث يستعرض جمال القارة وتنوعها وكرمها وإنسانيتها.
يهدف عثمان من خلال هذا الفيلم الوثائقي إلى إلهام الآخرين لمتابعة أحلامهم وتحدي المفاهيم السائدة عن إفريقيا، ويقدم نظرة نادرة إلى الإفريقية الحقيقية التي عاشها وأحبها، والتي تختلف عن السرد السلبي المألوف المعروض في وسائل الإعلام.
رحلة عثمان لم تكن سهلة، حيث واجه العديد من العقبات والتحديات، بما في ذلك القبض عليه من قبل الشرطة في بعض الأحيان، وعبور الحدود بدون مال أو تأشيرة، والملاريا… ومع ذلك، ساعدته عزيمته وعناده وجوهره الودود في التغلب على هذه العقبات، وخرج من رحلته كمغامر وصانع أفلام متمكن.
توفرت فرصة الجلسة الحوارية بعد عرض الفيلم للجمهور للتفاعل مع عثمان والحصول على مزيد من الإلمام بصنع الفيلم. لعب ريكي، مؤسس المركز الفني الأمريكي، دورا حيويا في جعل الحدث ممكنا، وكان ماثيو مسؤولا عن تنظيم كل شيء، بما في ذلك الجلسة الحوارية. وأعرب عثمان عن شكره لكل منهما على دعمهما.
بعد مغامرته الأفريقية الناجحة، شرع عثمان في رحلة جديدة في تركيا، حيث سافر على الدراجة خلال الشتاء. ويعمل حاليًا على فيلمه الوثائقي الثاني “تركيا وأنا”. وبعد ذلك، ابحر عبر المحيط الاطلسي من كيب تاون في جنوب أفريقيا إلى هيوستن في الولايات المتحدة الأمريكية في رحلة مذهلة استغرقت 70 يومًا لإتمامها.
حصل عثمان على العديد من الجوائز والتقديرات عن فيلمه الوثائقي “أفريقيا وأنا”. تم تكريمه كواحد من أفضل المسافرين في العالم في مهرجان مسافري دبي عام 2017، وحصل على جائزة مغامر العام لعام 2018 في مهرجان أفلام المغامرة في المغرب. بالإضافة إلى ذلك، فقد فاز الفيلم بجائزة أفضل فيلم وثائقي في مهرجان الأفلام الأفريقية الأمريكية، وهو مهرجان يؤهل للأوسكار، وفي العديد من المهرجانات الأخرى في الولايات المتحدة والنرويج وإيطاليا وغيرها.
أقام عثمان العديد من المعارض الفوتوغرافية في بلدان مختلفة منذ عام 2017 وحتى الوقت الحاضر، حيث قدم مغامراته وتجاربه فيها. يتابعه عشرات الآلاف من المعجبين على فيسبوك وإنستجرام ومنصات التواصل الاجتماعي الأخرى، يتابعون كل خطوة يخطوها في رحلته.
كان العرض الأول لفيلم “أفريقيا وأنا” لحظة دافئة لعثمان وتذكيرًا بأهمية دعم المجتمع وقوة الحكاية في ربط الناس من ثقافات مختلفة. عبر عن تقديره للدعم وقال إنه يتطلع لمعرفة أين ستأخذه مغامرته التالية.