أعلنت هواوي الأسبوع الماضي في شينتشين عن انعقاد لقائها السنوي العشرين “القمة العالمية للمحللين”، بحضور أزيد من 1000 مشارك، بينهم محللي قطاع التكنولوجيا الرقمية ومحللين ماليين وكبار رواد الرأي وممثلين عن وسائل الإعلام عبر العالم. وتهدف هذا القمة إلى مناقشة أوضاع صناعة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، بما في ذلك التنمية الاستراتيجية، وخارطة طريق التحول الرقمي، والتوجهات المستقبلية للقطاع.
افتتحت صابرينا مينج، نائبة رئيس هواوي، الرئيسة بالتناوب والمديرة المالية للشركة، المؤتمر بكلمة تأطيرية أشارت فيه إلى أن “الرقمنة تعتبر بمثابة محيط أزرق بالنسبة للقطاع برمته”، مضيفة أن: “هواوي عازمة على مواصلة الاستثمارات في مجالات الاتصالات والحوسبة والتخزين والتكنولوجيا السحابية(الكلاود)”.
“نسعى إلى تزويد عملائنا ببنية تحتية رقمية تجمع بين بساطة الهندسة وأعلى درجة ممكنة من الجودة – من أجل تمكينهم من الاستفادة من أفضل تجربة بأقل تكلفة ممكنة. ويتمثل هدفنا في مساعدة الهيئات على تحقيق انتقالها الرقمي عبر أربعة مراحل : رقمنة المعاملات، بناء منصات رقمية، تفعيل منصات مرتكزة على الذكاء الاصطناعي، والتوسع في استخدام الذكاء الاصطناعي. فقد حان الوقت لتحقيق الازدهار المشترك من خلال هذا المستقبل الرقمي الجديد والمثير”.
وتابعت صابرينا مينج حديثها، مُستعرضة الدروس الثلاثة التي استخلصتها هواوي من تجربتها في مجال التحول الرقمي على مدى حوالي 10 سنوات. “الدرس الأول هو الأهمية الحاسمة التي تكتسيها الاستراتيجية. لأن التحول الرقمي، في جوهره، مسألة تخطيط استراتيجي وخيارات استراتيجية. فكل تحول رقمي ناجح هو ثمرة القيادة الاستراتيجية، وليس نتيجة التكنولوجية”.
“يتمثل الدرس الثاني في أن البيانات هي الأساس”، تقول صابرينا مينج، مضيفة أن « تدفق البيانات داخل المؤسسة هو الذي يؤدي إلى خلق المزيد من القيمة، وبالتالي فإن منهجية حكامة البيانات تعتبر أساسية، ومن شأن إدماج البيانات عبر مختلف الأبعاد أن يؤدي إلى خلق قيمة أكبر”.
“أما الدرس الثالث، فيتعلق بالعامل المصيري للذكاء الاصطناعي. فالبيانات تعيد تحديد الإنتاجية، فيما تساعد رقمنة المعاملات وبناء المنصات الرقمية على تطهير وإظهار وتجميع البيانات، واضعة بذلك أسس التحول الرقمي. يؤدي استخدام الذكاء الاصطناعي إلى جعل البيانات متوفرة عند الطلب، بطريقة سهلة الاستيعاب وقابلة للاستغلال، الشيء الذي يرفع التحول الرقمي إلى المستوى الأعلى”.
كما أخذ الكلمة خلال هذه القمة الدكتور زهو هونج، رئيس معهد هواوي للأبحاث الاستراتيجية. وتقاسم مع المشاركين فرضيات ورؤى هواوي من أجل بناء عالم ذكي في المستقبل، مشددا على السبل التي تمكننا من أن نقوم بتحويل التجربة إلى معارف منهجية ووضع أسس الذكاء الاصطناعي.
“من الأساسي أن نعيد التفكير في مقارباتنا للشبكات والحوسبة في سياق سعينا للسير في اتجاه عالم ذكي »، يقول زهو هونج. « فيما يخص الشبكات، أصبحنا نتوفر على ما يمكننا من تجاوز حدود فرضيات شانون – وتطبيقات نظريته – ومضاعفة قدرات الشبكات 100 مرة خلال العقود القادمة. أما فيما يتعلق بالحوسبة، فعلينا أن نتقدم في اتجاه اعتماد نماذج وتصورات ومكونات جديدة، وتعزيز قدراتنا على فهم الذكاء الاصطناعي والتحكم فيه. علينا كذلك مواصلة استكشاف استخدامات الذكاء الاصطناعي في مجال التطبيقات الصناعية والعلمية وغيرها”.
عقب الكلمتين الرئيسيتين، خصصت الجلسة الموالية لمناقشة الدور المهم للإنتاجية الرقمية في قيادة التحول الرقمي للقطاع، والتحديات التي تواجه مختلف القطاعات في مسار تحولها الرقمي، والتدابير التي يوصى باتخاذها، فضلا عن انتظارات مختلف قطاعات النشاط فيما يخص آليات بناء إنتاجيتها الرقمية. وتَعَاقَبَ على الحديث في هذه الجلسة كل من لي بينغ، كبير خبراء شركة الشبكة الصينية الجنوبية للطاقة والمدير العام لمجموعة الشبكة الرقمية للطاقة؛ ليانغ يونجي، المدير التنفيذي للهندسة والتكنولوجيا لدى هيئة مطار هونج كونج؛ ليو هونج، رئيس قسم التكنولوجيا لدى الجمعية الدولية لشبكات الهاتف المحمول (GSMA) في الصين الكبرى، وشارل روس، مسؤول التكنولوجيا والمجتمع لدى “Economist IMPACT”.
وتجدر الإشارة إلى أن سنة 2023 صادفت الذكرى العشرين لإطلاق قمة هواوي العالمية للمحللين، والتي تنظم هذه السنة خلال الفترة من 19 إلى 20 أبريل، إلى جانب سلسلة من الجلسات والورشات الموازية.